الجمعة، 12 أبريل 2013

نُبْذَة عن تَرَاجُم أصحاب الكُتُب السِّتَّة ـ رحمهم اللهُ تعالى الإمام البُخَارِى ــ الإمام مُسْلِـــــم ــ الإمام النَّسائـِـى الإمام أبو داوُد ــ الإمام التِّرْمِذِى ــ الإمام ابن مَاجَه


 
نُبْذَة عن تَرَاجِم أصحاب الكُتُب السِّتَّة ـ رحمهم اللهُ تعالى            
الإمام البُخَارِى ــ  الإمام مُسْلِـــــم ــ الإمام النَّسائـِـى
الإمام أبو داوُد ــ  الإمام التِّرْمِذِى ــ الإمام ابن مَاجَه


1ـ الإمام البُخَارِى :    (194 ـ 256 هـ )
هو الإمام الذى لا يُجارى فى حفظه للحديث وضبطه، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، ويكنى أبا عبد الله ، أخذ يحفظ الحديث وهو دُونَ العاشِرة مِن عمره ، فكتب عن أكثر مِن ألف شَيْخ وحفظ مِئَة ألف حديث صحيح ومِئَتَىّ ألف حديث غير صحيح ، وهو مُصَنِّف الكِتاب العظيم (الجامع الصحيح ) الذى هو أصح الكتب بعد القرآن المجيد ، سمعه من أكثر مِن سبعين ألفاً وظل يشتغل فى جمعه ست عشرة سنة .                                   
ولصحيح البخارى شروح كثيرة ذكر منها صاحب ( كشف الظنون ) اثنين وثمانين شرحاً ، ولكن أفضلها شرح ابن حَجَر العَسْقلانى المُسَمَّى ( فتح البارى ) ويليه شرح القَسْطَلانى ( إرشاد السارى ) ثم شرح العِينى ( عُمْدَة القارى ) .                                                                                                                  
وللبخارى مُصَنَّفات كثيرة ، منها التواريخ الثلاثة الكبير والأوسط  والأصغر ، وكتاب الكُنَى ، وكتاب الوحدان ، وكتاب الأدب المفرد ، وكتاب الضُّعفاء، قال فيه الترمذى : ( لَم أرَ فى العِلَل والرجال أعلم مِن البخارى ) .                                                              وقال ابنُ خُزَيْمَة : ( ما رأيتُ تحت أَدِيمِ السماء أعلم بحديث رسول الله مِن محمد بن إسماعيل البخارى ، وجاءَه مسلم بن الحجاج فَقَبَّلَه بين عينيه وقال : ( دَعْنِى أُقَبِّل رِجْلَيْكَ يا أُستاذ الأُسْتاذِينَ ، وسَيِّد المُحَدِّثين ، وطبيب الحديث فى عِلَله ) وكان من الذى انبهر به أهلُ بغداد، هذا الاختبار الذى اخْتُبِرَ فيه مِن علماء بغداد لمَّا قَدِمَ عليهم ( فى الأحاديث المَقْلُوبَة ) حين قلب عليه علماء بغداد مِئَة حديث فَرَدَّ كل مَتْنٍ إلى إسناده وكل إسناد إلى مَتْنه وأدهش  العلماء بحفظه وضبطه ، وفى سبيل ضبط الحديث وحفظه رَحَلَ البخارى إلى الشام ومصر وبغداد والكوفة والجزيرة والحجاز والبصرة                                .                                 
روى البخارى عن الضحاك بن مَخْلَد أبى عاصم النبيل ، ومَكِى بن إبراهيم الحَنظلى ، وعبيد الله ابن موسى العبسى ، وعبد القدوس بن الحجاج ، ومحمد بن عبد الله الأنصارى وغيرهم .
ورَوَى عنه كثيرون أشهرهم ، الترمذى ، ومسلم ، والنسائى ، وإبراهيم بن إسحاق ، ومحمد بن أحمد الدولابى، وآخِر  مَن رَوَى عنه ( الصحيح ) منصور بن محمد البزْدَوِى المُتَوَفَّى سنة 329 هجرية .
  كان مولد البخارى سنة 194 هـ  ووفاته سنة 256 هـ عن عُمْر يُناهِز 62 عاماً فى قرية مِن قُرى سَمَرْقَنْد تسمى ( خَرْتَنْك ) .
2 – الإمام مُسْلِم :    (206 ـ 261 هـ )
هو إمام أهل الحديث مُسْلِم بن الحَجَّاج بن مسلم القُشَيْرى ، وبنو قُشَيْر قبيلة عربية معروفة ، النَّيْسابُورى  وكُنْيَته أبو الحسين أجمع العلماء على إمامته فى الحديث وتضلعه فى الرواية ، وقد رَحَلَ كثيرا فى طلبه فسمع بخراسان يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهَوَيْه وغيرهما ، وبالرَّى محمد بن مهران وأبا غسان وغيرهما ، وبالحجاز سعيد بن منصور وأبا مصعب وآخَرِين ، وبالعراق أحمد بن حَنْبَل وعبد الله بن مَسْلَمَة وآخَرين ، وبمصر عمرو بن سواد وحَرْمَلَة بن يحيى وآخَرين .                                                                                                             

أما الذين رَوَوْا عنه فكثيرون : منهم الترمذى وأبو حاتم الرَّازِى ، وأحمد بن سلمة ، وموسى بن هارون ، ويحيى بن صاعد ، ومحمد بن مَخْلَد ، وأبو عَوَانَة يعقوب بن إسحاق الإسْفِرائِينِى ، ومحمد بن عبد الوهاب الفَرَّاء ، وعلى بن الحسين ، والحسين بن محمد بن زياد القبَّانِى ، وإبراهيم بن محمد ابن سفيان وهذا الأخير هو راوية صحيح مسلم .
ولمسلم كتب كثيرة منها صحيحه المشهور ، وكتاب العِلَل ، وكتاب أوهام المُحَدِّثين وكتاب مَن ليس لَه إلا راوٍ واحد ، وكتاب طبقات التابعين ، وكتاب المُخَضْرَمين ، وكتاب المسند الكبير على أسماء الرِّجال ، وكتاب الجامِع الكبير على الأبواب .                                                                                                        
وصحيح مسلم مع صحيح البخارى هما أصح الكُتُب بعد القرآن الكريم ، وقد تلقتهما الأُمَّة بالقَبول والأكثرون على أن البخارى أصحهما ، وكان مسلم شديد الاعتزاز بصحيحه لِمَا بَذَلَ فى جَمْعه مِن الجُهْد ، فإنه صَنَّفَه مِن ثلاث مِئَة ألف حديث مسموعة ، وكان مِن أَجْلِ ذلك يقول : ( لو أن أَهْل الحديث يكتبون مِئَتَى سَنَة الحديثَ فَمَدَارهم على هذا المسند ـ  يعنى صحيحه ) .
وُلِدَ الإمامُ مسلم سنة 206 هـ وتوفى بنيسابور سنة 261 هـ عن خمس وخمسين سنة .
3 ـ الإمام النَّسائِـى :     ( 215 ـ 303 هـ )
هو الحافظ أبو عبد الرحمن ، أحمد بن شًعَيْب النَّسائِى ، نِسْبَة إلى نَسَا بَلْدَة مَشهورة بخراسان ، وَسُنَنه أقل السًّنَن حديثاً ضعيفاً بعد الصحيحين ، وقد جَرَّدَ الصِّحاح مِن سُنَنه الكبرى فصنع منها كِتاباً سمَّاه ( المُجْتَبَى ) وهو المعدود مِن الأُمَّهات الكبرى ، وأحد الكُتُب السِّتَّة عند الإطلاق ، ولد النسائى سنة 215 هـ  وتوفى سنة 303 هـ                                                             
4 ـ الإمام أبو داود :    ( 202  ـ 275 هـ )
هو الإمام الحافظ أبو داود سليمان بن الأشْعَث الأزْدِى السِّجِسْتانى ، أَحَد أَئِمَّة الحديث المتقنين، اقتصر فى سُنَنه على أحاديث الأحكام وله ملاحظات قَيِّمَة على الرواة والأحاديث توفى سنة 275هـ
5 ـ الإمام التِّرْمِذِى :     ( 200 ـ 279 هـ )
هو الإمام الحافظ الناقد محمد بن عيسى بن سَوْرَة التِّرْمِذِى، ويُكْنَى أبا عيسى، ولد سنة 200 هـ ودخل بُخارَى وحَدَّثَ بها وانتقل فى كثير مِن البلدان ، فسمع مِن الخُراسانيين والحِجازيين والعراقيين، روى عن البخارى ومسلم ، وإسماعيل بن موسى السُّدِّى، وروى عنه كثيرون منهم : الهيثم بن كليب الشاشى ، ومَكْحُول بن الفضل، ومحمد بن محبوب المَرْوَزِى راوِى كِتابه الجامع المعروف ( بالسُّنَن ) .                             
وللترمذى كتب كثيرة منها : العِلَل ـ  الشمائل ـ أسماء الصحابة ـ الأسماء والكُنَى ، وأشهر كتبه بلا ريب ( جامِعه ) المُسَمَّى بالسُّنَن .
ومِن مزايا سُنَن الترمِذِى ما أشار إليه عبد الله بن محمد الأنصارى بقوله : ( كتاب الترمذى عندى أَنْوَر مِن كتاب البخارى ومسلم )  فقال له محمد بن طاهر المَقْدِسِى : وَلِمَ ؟ فقال :  ( لأنه لا يَصِلُ إلى الفائِدَة منه إلا مَن هو مِن أهل المعرفة التامَّة بهذا الفن ) ، وكتاب الترمذى قد شَرَح أحاديثه وبينها فيصل إليها كل أحد مِن الناس مِن الفقهاء والمُحَدِّثِين وغيرهم .
وكان الترمذى يَعْرِف قَدْرَ كِتابه فيقول : ( صَنَّفْتُ هذا الكتاب فَعَرَضْتُه على علماء الحِجاز والعراق وخُراسان وَرَضَوا به ، ومَن كان فى بيته هذا الكِتاب فَكَأنَّما فى بيته نَبِى يتكلم ) ، و أُصِيب فى بَصَرِه رحمه الله فى أُخْرَيات حياته ، وتوفى سنة 279 هـ .                                                     
6 ـ  الإمام ابن ماَجَه :     (209  ـ 275 هـ )
هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن القَزْوينى ، المعروف بابن ماجه ( بِهَاءٍ ساكنة وَصْلاً ووقفاً لأنه اسم أعْجَمِى ) وهو لقب أبيه لِجَدِّه ، وأول مَن أضاف ( سُنَنَه ) مُكَمِّلا به الأصول السِّتَّة أبو الفضل محمد بن طاهر بن على المَقْدِسِى فى أطراف الكُتُب الستة له ، وقد توفى ابن ماجه رحمه الله تعالى سنة 275 هـ على الأشهر (1)      

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علوم الحديث ومصطلحه ـ د / صبحى الصالح ط 7 دار العلم ـ بيروت سنة 1973 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق