نُبْذَة عن تَرَاجِم أصحاب الكُتُب السِّتَّة ـ رحمهم
اللهُ تعالى
الإمام البُخَارِى ــ
الإمام مُسْلِـــــم ــ الإمام النَّسائـِـى
الإمام أبو داوُد ــ
الإمام التِّرْمِذِى ــ الإمام ابن مَاجَه
1ـ الإمام البُخَارِى : (194 ـ 256 هـ )
هو الإمام الذى لا يُجارى فى حفظه للحديث وضبطه، محمد بن
إسماعيل بن إبراهيم ، ويكنى أبا عبد الله ، أخذ يحفظ الحديث وهو دُونَ العاشِرة
مِن عمره ، فكتب عن أكثر مِن ألف شَيْخ وحفظ مِئَة ألف حديث صحيح ومِئَتَىّ ألف
حديث غير صحيح ، وهو مُصَنِّف الكِتاب العظيم (الجامع الصحيح ) الذى هو أصح الكتب
بعد القرآن المجيد ، سمعه من أكثر مِن سبعين ألفاً وظل يشتغل فى جمعه ست عشرة سنة .
ولصحيح البخارى شروح كثيرة ذكر منها صاحب ( كشف الظنون )
اثنين وثمانين شرحاً ، ولكن أفضلها شرح ابن حَجَر العَسْقلانى المُسَمَّى ( فتح
البارى ) ويليه شرح القَسْطَلانى ( إرشاد السارى ) ثم شرح العِينى ( عُمْدَة
القارى ) .
وللبخارى مُصَنَّفات كثيرة ، منها التواريخ الثلاثة
الكبير والأوسط والأصغر ، وكتاب الكُنَى ،
وكتاب الوحدان ، وكتاب الأدب المفرد ، وكتاب الضُّعفاء، قال فيه الترمذى : ( لَم
أرَ فى العِلَل والرجال أعلم مِن البخارى ) . وقال ابنُ خُزَيْمَة : ( ما رأيتُ تحت أَدِيمِ السماء أعلم بحديث رسول الله
مِن محمد بن إسماعيل البخارى ، وجاءَه مسلم بن الحجاج فَقَبَّلَه بين عينيه وقال :
( دَعْنِى أُقَبِّل رِجْلَيْكَ يا أُستاذ الأُسْتاذِينَ ، وسَيِّد المُحَدِّثين ،
وطبيب الحديث فى عِلَله ) وكان من الذى انبهر به أهلُ بغداد، هذا الاختبار الذى اخْتُبِرَ
فيه مِن علماء بغداد لمَّا قَدِمَ عليهم ( فى الأحاديث المَقْلُوبَة ) حين قلب
عليه علماء بغداد مِئَة حديث فَرَدَّ كل مَتْنٍ إلى إسناده وكل إسناد إلى مَتْنه
وأدهش العلماء بحفظه وضبطه ، وفى سبيل ضبط
الحديث وحفظه رَحَلَ البخارى إلى الشام ومصر وبغداد والكوفة والجزيرة والحجاز
والبصرة .
روى البخارى عن الضحاك بن مَخْلَد أبى عاصم النبيل ، ومَكِى بن إبراهيم الحَنظلى
، وعبيد الله ابن موسى العبسى ، وعبد القدوس بن الحجاج ، ومحمد بن عبد الله
الأنصارى وغيرهم .
ورَوَى عنه
كثيرون أشهرهم ، الترمذى ، ومسلم ، والنسائى ، وإبراهيم بن إسحاق ، ومحمد بن أحمد
الدولابى، وآخِر مَن رَوَى عنه ( الصحيح )
منصور بن محمد البزْدَوِى المُتَوَفَّى سنة 329 هجرية .
كان
مولد البخارى سنة 194 هـ ووفاته سنة 256
هـ عن عُمْر يُناهِز 62 عاماً فى قرية مِن قُرى سَمَرْقَنْد تسمى ( خَرْتَنْك ) .
2 – الإمام مُسْلِم :
(206 ـ 261 هـ )
هو إمام أهل الحديث مُسْلِم بن الحَجَّاج بن مسلم القُشَيْرى ، وبنو
قُشَيْر قبيلة عربية معروفة ، النَّيْسابُورى
وكُنْيَته أبو الحسين أجمع العلماء على إمامته فى الحديث وتضلعه فى الرواية
، وقد رَحَلَ كثيرا فى طلبه فسمع بخراسان يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهَوَيْه
وغيرهما ، وبالرَّى محمد بن مهران وأبا غسان وغيرهما ، وبالحجاز سعيد بن منصور
وأبا مصعب وآخَرِين ، وبالعراق أحمد بن حَنْبَل وعبد الله بن مَسْلَمَة وآخَرين ،
وبمصر عمرو بن سواد وحَرْمَلَة بن يحيى وآخَرين .
أما الذين رَوَوْا عنه فكثيرون : منهم الترمذى وأبو حاتم
الرَّازِى ، وأحمد بن سلمة ، وموسى بن هارون ، ويحيى بن صاعد ، ومحمد بن مَخْلَد ،
وأبو عَوَانَة يعقوب بن إسحاق الإسْفِرائِينِى ، ومحمد بن عبد الوهاب الفَرَّاء ،
وعلى بن الحسين ، والحسين بن محمد بن زياد القبَّانِى ، وإبراهيم بن محمد ابن
سفيان وهذا الأخير هو راوية صحيح مسلم .
ولمسلم كتب كثيرة منها صحيحه المشهور ، وكتاب العِلَل ، وكتاب أوهام
المُحَدِّثين وكتاب مَن ليس لَه إلا راوٍ واحد ، وكتاب طبقات التابعين ، وكتاب
المُخَضْرَمين ، وكتاب المسند الكبير على أسماء الرِّجال ، وكتاب الجامِع الكبير
على الأبواب .
وصحيح مسلم مع صحيح البخارى هما أصح الكُتُب بعد القرآن الكريم ، وقد
تلقتهما الأُمَّة بالقَبول والأكثرون على أن البخارى أصحهما ، وكان مسلم شديد
الاعتزاز بصحيحه لِمَا بَذَلَ فى جَمْعه مِن الجُهْد ، فإنه صَنَّفَه مِن ثلاث
مِئَة ألف حديث مسموعة ، وكان مِن أَجْلِ ذلك يقول : ( لو أن أَهْل الحديث يكتبون
مِئَتَى سَنَة الحديثَ فَمَدَارهم على هذا المسند ـ يعنى صحيحه ) .
وُلِدَ الإمامُ مسلم سنة 206 هـ وتوفى بنيسابور سنة 261
هـ عن خمس وخمسين سنة .
3 ـ الإمام النَّسائِـى : ( 215 ـ 303 هـ )
هو الحافظ أبو عبد الرحمن ، أحمد بن شًعَيْب النَّسائِى ، نِسْبَة إلى
نَسَا بَلْدَة مَشهورة بخراسان ، وَسُنَنه أقل السًّنَن حديثاً ضعيفاً بعد
الصحيحين ، وقد جَرَّدَ الصِّحاح مِن سُنَنه الكبرى فصنع منها كِتاباً سمَّاه (
المُجْتَبَى ) وهو المعدود مِن الأُمَّهات الكبرى ، وأحد الكُتُب السِّتَّة عند
الإطلاق ، ولد النسائى سنة 215 هـ وتوفى
سنة 303 هـ
4 ـ الإمام أبو داود : ( 202
ـ 275 هـ )
هو الإمام الحافظ أبو داود سليمان بن الأشْعَث الأزْدِى السِّجِسْتانى ، أَحَد
أَئِمَّة الحديث المتقنين، اقتصر فى سُنَنه على أحاديث الأحكام وله ملاحظات
قَيِّمَة على الرواة والأحاديث توفى سنة 275هـ
5 ـ الإمام التِّرْمِذِى : ( 200 ـ 279 هـ )
هو الإمام الحافظ الناقد محمد بن عيسى بن سَوْرَة التِّرْمِذِى، ويُكْنَى أبا عيسى، ولد سنة 200 هـ ودخل بُخارَى وحَدَّثَ بها وانتقل فى كثير
مِن البلدان ، فسمع مِن الخُراسانيين والحِجازيين والعراقيين، روى عن البخارى
ومسلم ، وإسماعيل بن موسى السُّدِّى، وروى عنه كثيرون منهم : الهيثم بن كليب
الشاشى ، ومَكْحُول بن الفضل، ومحمد
بن محبوب المَرْوَزِى راوِى كِتابه الجامع المعروف ( بالسُّنَن ) .
وللترمذى كتب كثيرة منها : العِلَل ـ الشمائل ـ أسماء الصحابة ـ الأسماء والكُنَى ،
وأشهر كتبه بلا ريب ( جامِعه ) المُسَمَّى بالسُّنَن .
ومِن مزايا سُنَن الترمِذِى ما أشار إليه عبد الله بن محمد الأنصارى بقوله
: ( كتاب الترمذى عندى أَنْوَر مِن كتاب البخارى ومسلم ) فقال له محمد بن طاهر المَقْدِسِى : وَلِمَ ؟
فقال : ( لأنه لا يَصِلُ إلى الفائِدَة
منه إلا مَن هو مِن أهل المعرفة التامَّة بهذا الفن ) ، وكتاب الترمذى قد شَرَح
أحاديثه وبينها فيصل إليها كل أحد مِن الناس مِن الفقهاء والمُحَدِّثِين وغيرهم .
وكان الترمذى يَعْرِف قَدْرَ كِتابه فيقول : ( صَنَّفْتُ هذا الكتاب
فَعَرَضْتُه على علماء الحِجاز والعراق وخُراسان وَرَضَوا به ، ومَن كان فى بيته
هذا الكِتاب فَكَأنَّما فى بيته نَبِى يتكلم ) ، و أُصِيب فى بَصَرِه رحمه الله فى
أُخْرَيات حياته ، وتوفى سنة 279 هـ .
6 ـ الإمام ابن
ماَجَه : (209 ـ 275 هـ )
هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن القَزْوينى ، المعروف بابن ماجه ( بِهَاءٍ
ساكنة وَصْلاً ووقفاً لأنه اسم أعْجَمِى ) وهو لقب أبيه لِجَدِّه ، وأول مَن أضاف
( سُنَنَه ) مُكَمِّلا به الأصول السِّتَّة أبو الفضل محمد بن طاهر بن على
المَقْدِسِى فى أطراف الكُتُب الستة له ، وقد توفى ابن ماجه رحمه الله تعالى سنة
275 هـ على الأشهر (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علوم الحديث ومصطلحه ـ د / صبحى الصالح ط
7 دار العلم ـ بيروت سنة 1973 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق