الجمعة، 12 أبريل 2013

أُختـــــــــــــــاه ..... أيتها الدُّرَّةُ المَكْنونــــــة


أختاه ...... أيتها الجوهرة المكنونة                                                
إن الأصل في المسلمين الستر والعفاف والحياء ، فالمرأة خلقت ضعيفة البنية تحتاج إلى من يُؤْوِيها ويصونها ويحميها ويعطف عليها ويتلطف معها ، لكنها إذا خالطت الرجال لا تسلم من شر الأشرار ومن في قلوبهم مرض وهذه الأعين الخائنة التي خانت أوامر الله سبحانه حين قال (  قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )  النور (30) ، وكل مخالطة من خلوة أو دخول على النساء في البيت أو الجامعة أو المؤسسات الوظيفية أو أماكن البيع تعتبر مقدمات إلى ارتكاب المحرم ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول الرجل الأجنبي  ( غير المحرم ) على المرأة وحدها فقال ( إياكم والدخول على النساء . فقال رجل : يا رسول الله . أفرأيت الحَمْو ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : الحمو الموت )  رواه البخاري و مسلم رحمهما الله تعالى .
والحمو : هو قريب الزوج كأخيه وابن عمه ومثله أقرباء الزوجة كابن عمها وابن خالتها .
فالله عز وجل كفل لكِ الزوج الذي يصونك ويجعلك ملكة في بيتك قريرة العين بأولادك ومنزلك ، فالزوج هو الذي يشقى ويكد وينصب ليوفر لك الراحة . فلم تجهدين نفسك في السعي للخروج والاختلاط ومزاحمة الرجال ؟ فإن فعلت فإنك لن تسلمي من كلمة بذيئة تسمعينها أو نظرة مغرضة تحزنك أو لمسة فاجرة يتقطع بسببها قلبك حسرة وألما . فأنت في غنى عن ذلك والإسلام جعلك مكنونة في بيتك وأمرك بالإقرار فيه وحسبك أن الله أمرك بما أمر به أمهات المؤمنين وآل بيته رضي الله عنهن حينما قال سبحانه ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )  الأحزاب (33) . فهل لك في نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبناته أمثال خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن الأسوة الحسنة ؟؟؟
وهل لك أسوة في بنتي الرجل الصالح وقيل إنهما بنتا شعيب عليه الصلاة و السلام اللتان ذهبتا لتستسقيا فوجدتا الرعاء يجتمعون على ماء مدين فانتظرتا حتى ينتهوا من السقاية ثم دار بينهما وبين موسى عليه الصلاة والسلام حديثا يضرب لنا أروع المعاني في الحياء والأدب والضوابط الشرعية ، فقال الله تعالى ( فجاءته إحداهما تمشى على استحياء ......... ) والقصة في سورة القصص من الآية ( 23 – 28 ) انظري تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى
أختاه ..... إياك والغفلة
كثير من النساء يمر عليهن اليوم واليومان والجمعة والجمعتان ولم تتصفح كتابا نافعا تتعلم فيه أمور دينها ، أو تقرأ سورة من القرآن الكريم تنال بها ثوابها ، أو حديثا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعلم منه الحكمة . بل تقضى غالب يومها في عمل البيت والانشغال مع جارتها في القيل والقال ولا يسلم الحديث طبعا من الغيبة والنميمة فتعتاد على ذلك ويصبح دأبها وهى في غفلة وغبن فيما يمر من عمرها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :                                                
( نعمتان مغبون فيهما كثر من الناس : الصحة والفراغ )  رواه البخاري والترمذي رحمهما الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنه . ومعنى مغبون أي : مخدوع وغافل . وأصل الغبن الإخفاء والستر ( مختار الصحاح )
أختاه ....... ها هي الجنة
ألم تعلمي أنك ستدخلين الجنة ؟ إي وربى ... وقد تتسآلين قائلة : ومن يدرى هذا ؟  فإن هذا في علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله . أقول نعم . لكنى أبشرك بمفاتيح الجنة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت )  رواه ابن حبان رحمه الله في صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه  وصحيح الجامع للألباني رحمه الله رقم (660)
فهذا الحديث بشرى عظيمة لكل زوجة لكن هذا الثواب وهو الجنة يقتضى الإقرار في البيت وعدم الاختلاط بالرجال . فالحفاظ على الصلوات الخمس في وقتها وطاعة الزوج وإحصان الفرج من لوازمه أن تقر المرأة في بيتها ، وإلا إذا كانت المرأة خَرَّاجَة ، وَلَّاجَة لا تستطيع الحفاظ على ذلك لما يحدث من الخلاف الدائم بين الزوجين لقلة اهتمام الزوجة بشئون البيت ورعاية الأولاد ، فتصرف الزوجة جل وقتها لعملها وعلاقاتها وشئونها الخاصة ، ومن هنا تبدأ المشاكل الزوجية التي لا حصر لها بسبب ماذا ؟؟ إنه الاختلاط وكثرة الانشغال وضياع الأوقات فيما هو ضره أكبر من نفعه .وناهيك أختاه عن رفيقات السوء اللائي يتحدثن بكل جرأة ودون حياء عما يحدث بينهن وبين أزواجهن فهذه تشتكى من قلة المؤونة ، وأخرى تشتكى من قلة اهتمام زوجها بها  ولو نظرت نظرة إنصاف لوجدت أنها هي السبب فيما يحدث من معظم الخلافات بينها وبين زوجها ، فالله المستعان .
أختاه ...... احذري رد أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم    
مما ينبغي أن يعلم أن الله تعالى أمرك بأوامر، لا لكي يكبت حريتك أو أن يقيدك فى سجن أو يحرمك من متاع الدنيا أو أن يقلص حظك ونصيبك وكرامتك ، كلا إنه سبحانه وتعالى أرأف بعباده وإمائه من الأم بوليدها ، وهو سبحانه أعلم بما يصلحهم وما يفسدهم فقال سبحانه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )  الملك (14)
اللطيف :  هو الذي يلطف بأقداره على عباده .
الخبيـر  : هو العالم ببواطن الأمور وأسرارها.
لذا أختاه إياك وأن يضيق صدرك من شرع الله وإياك أن تقولي الحجاب غير مناسب الآن ، أو إنه يكبت حريتي ، أو إن الناس سوف يسخرون منى ، أو تقولي إن آيات الحجاب خاصة بنساء النبي أو... أو... فهذا تسويف للتوبة واتباع للشيطان ورد لأمر الله تعالى وإعراض عما أمرك به وهذا قد يؤدى بك إلى الضلال المبين ، وإياك أختاه أن تكرهي ما أمر الله به من شرع حكيم ، فقد أخبر الله تعالى أن كراهية ما أنزل الله تحبط الأعمال ، فقال جل وعلا ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم )  محمد (9) . وقال ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم )  محمد (28)
أختاه .. أمور لابد أن تعلميها
(1)  ما هو الفرض أو الواجب ؟
فالفرض أو الواجب هو ما أمر به الشارع ( الله ) على سبيل الحتم والإلزام بحيث يثاب فاعله ويمدح ، ويعاقب تاركه ويذم .
 والقاعدة الأصولية تقول: الأمر يقتضى الوجوب ما لم تأت قرينة (دليل صحيح) ينقله من الوجوب إلى الاستحباب.
النهى يقتضى التحريم ما  لم تأت قرينة (دليل صحيح) ينقله من الحرمة إلى الكراهــــــة .
فما دام الأمر في القرآن أو السنة الصحيحة التي هي وحى من عند الله كالقرآن سواء بفعل الأمر أو باسم فعل الأمر ، أو النهى عن فعل شئ ، فهذا يوجب صاحبه الإتباع ما لم يوجد آية أو حديث صحيح ينقل هذا الوجوب إلى الاستحباب ، أو الحرمة إلى الكراهة .كقوله تعالى :
 ( وأقيموا الصلاة ........) فهل هناك دليل يقول مثلا وأقيموا الصلاة إن شئتم ؟
(2)  أن الاستدلال بالحديث الصحيح كدليل شرعي كالاستدلال بالآية القرآنية تماما من حيث الالتزام بالأمر والنهى لأن السنة وحى من الله تعالى أوحاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال تعالى ( ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى )  النجم ( 2 - 4 )
(3)  أن التسويف بالتوبة أو بفعل طاعة أو بترك معصية سبيل من سبل الشيطان وإتباع لخطواته التي نهى الله عنها حين قال سبحانه ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين* إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )  البقرة ( 168- 169) . وإياكِ أختاه أن تقولي أنا أفضل من غيري فغيري يفعل كذا وكذا. فهذا الكلام تزكية للنفس وقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )  النجم (32) 
(4)  أن الأمر في الشرع  قد يكون صريحا وقد يكون ضمنيا أو تلميحا ، فعندما نهى الله عن الزنى لم يقل ( ولا تزنوا ) وإنما نهى عن مقدماته التي تفضي إليه فقال سبحانه ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )  الإسراء (32) . فمعنى لا تقربوا أي بالنظر أو المواعدة أو الخضوع بالقول . ونهى عن عقوق الوالدين ، فنهى عن أقل ما يقال لهما وهى كلمة ( أف) التي توحي بالضجر والضيق ، فمن باب أولى أن لا يقال ما هو أكبر من ذلك ، ناهيك عن الإساءة إليهما بالأقوال والأفعال 0 نسال الله السلامة .
(5) أن القرآن الكريم نزل بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فلا تقولي إن آيات الحجاب خاصة بنساء النبي . كلا فإن الخطاب القرآني موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونسائه ومن بعدهم من المؤمنين والمؤمنات والدليل مثلا قوله تعالى  ( يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة .....)  الطلاق (1). فالمنادى في الآية مفرد وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الفعل فقد جاء بصيغة الجمع (طلقتم) ولم يقل (طلقت) ، وقال (وأحصوا العدة) ولم يقل (وأحص العدة) . فهذا أمر من الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم  وإلى المؤمنين جميعا ، ومثله قوله تعالى  ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ........)  آل عمران (110) ، فالآية نزلت على الصحابة رضي الله عنهم وهم أهل هذه التزكية لكنها تشمل أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلها ، فكذلك الأمر بالحجاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم هو أمر لنساء المؤمنين جميعا. 
(6)  أن هناك ما يسمى بسد الذرائع وهو الشئ الذي يفضى إلى الوقوع في المحرم كنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور ، فهذا ذريعة وطريق قد تؤدى إلى الشرك المنهي عنه ، حينما يذهب بعض الناس إلى أصحاب القبور والأضرحة يسألونهم من دون الله تعالى أن يجلبوا لهم نفعا أو يدفعوا عنهم ضرا .
(7)  أن الدين يؤخذ كله جملة واحدة بلا تبعيض ، فلا نأخذ ما يوافق هوانا وندع ما يخالفه ، لأن الآمر والناهي واحد هو الله سبحانه وتعالى فلا يليق بنا كمسلمين أن نطيعه في أمر ونعصيه في آخر فقد قال سبحانه ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون * أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون )  البقرة (85 ، 86)
فاعلمي أختاه أن الحجاب فريضة فرضها الله عز وجل على بنات آدم إذا بلغن المحيض وصرن مكلفات تكليفا شرعيا . وقد اهتم القرآن الكريم في آيات كثيرة بالدعوة إلى الستر والعفاف والحياء وعدم الخضوع بالقول والأمر بالحجاب ، كما اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بالوصية بالنساء ودعوتهن إلى ما دعا إليه القرآن الكريم
وحسبك أن الله تعالى سمى سورة في القرآن الكريم باسم سورة ( النساء) . وقد ورد في الوصية بالنساء والإحسان إليهن ومعاشرتهن بالمعروف وإعطاؤهن حقوقهن من قبل الزوج والمتعة والميراث والصداق (المهر) والنفقة في سور كثيرة من القرآن الكريم كسورة البقرة ، والنساء ، الأحزاب ، والنور ، الطلاق ، والتحريم . وأدعوك أختاه الكريمة لقراءة تفسير هذه السور لتعي فيها ما مدى اهتمام الشرع الحنيف بك ، وأنك لست مهملة أو منبوذة أو مهدورة الحقوق كما يدعى المدعون من الجهلاء والعلمانيين والمستشرقين ومن سار على دربهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه، محمد حسن نور الدين إسماعيل حسن عفا الله عنه وعن والديه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق