الخميس، 11 أبريل 2013

الصوفيـة فى ميزان الكتاب والسنة


عقيدة الصوفية :     
تقوم العقيدة الصوفية على الإطراء والغلو في شأن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحد الذي ذهبت إليه النصارى في عيسى بن مريم عليه السلام ، والدليل على ذلك ما نعرضه من أوراد القوم وشطحاتهم ، وقد تختلف الصوفية الأوائل عن المتأخرة التي انتشرت فيها البدع أكثر من سالفتها ، وقد حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )  رواه الترمذي وقال حسن صحيح ( مجلة التوحيد ) .                                                   
ومن عقيدتهم الباطلة أنهم يزعمون أنهم أصحاب الأحوال والمقامات والنفوس الزاكيات ، وأنهم أصحاب مناهج في تصفية النفوس وتنقيتها (1)

الصوفية في ميزان الكتاب والسنة (2) :

ومن الإنصاف أن نضع تعاليم الصوفية في ميزان الكتاب والسنة لنرى قربها أو بعدها عنه :

1- الصوفية تدعو غير الله من الأنبياء والأولياء والأحياء والأموات فهم يقولون : ( يا جيلانى ويا رفاعي ويا رسول الله غوثا ومددا يا رسول الله عليك المعتمد ) والله ينهى عن دعاء غيره ويعتبره شركا إذ يقول سبحانه وتعالى ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ) يونس (106) أي من المشركين ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( الدعاء هو العبادة ) رواه الترمذي رحمه الله تعالى ، فالدعاء عبادة كالصلاة لا يجوز لغير الله ولو كان رسولا أو وليا ، وهو من الشرك الأكبر الذي يحبط العمل ويخلد صاحبه في النار .

2- الصوفية تعتقد أن هناك أبدالا وأقطابا وأولياء سلم الله لهم تصريف الأمور وتدبيرها ، والله يحكى جواب المشركين حين سألهم ( ومن يدبر الأمر فسيقولون الله ) يونس (31) ، والصوفية يلجأون لغير الله عند نزول المصائب والله تعالى يقول ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير ) الأنعام (17) ، والله يحكى عن المشركين في الجاهلية حين تنزل بهم المصائب فيقول تعالى ( ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ) النحل (53)

3- بعض الصوفية يعتقد بوحدة الوجود ، فليس عندهم خالق ومخلوق فالكل خلق والكل إله وزعيمهم ابن عربي المدفون بدمشق يقول :
             العبد رب والرب عبــــد                           يا ليت شعري من المكلف ؟
             إن قلت عبد فذاك حــــق                           أو قلت رب فأنى يكلــــف ؟
                                                                          ( الفتوحات المكية لابن عربي )

4- الصوفية تدعو إلى الزهد في الحياة وترك الأسباب والجهاد ، والله تعالى يقول ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا... )  القصص (77) ، وقال ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ....) الأنفال (60)
                                        
5- الصوفية تعطى مرتبة الإحسان إلى شيوخهم وتطلب منهم أن يتصوروا شيخهم عندما يذكرون الله حتى في صلاتهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) رواه مسلم رحمه الله تعالى

6- الصوفية تدعى أن عبادة الله لا تكون خوفا من ناره ولا طمعا في جنته ، ويستشهدون بقول رابعة العدوية ( اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك فأحرقني فيها ، وإن كنت أعبدك طمعا في جنتك فاحرمني منها ) ، والله عز وجل يمدح الأنبياء الذين يدعونه طلبا لجنته وخوفا من عذابه ، فيقول سبحانه وتعالى ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ) الأنبياء (90) أي راغبين في جنته ، خائفين من عذابه ، والله تعالى يخاطب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا ( قل إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم ) الأنعام (15)

7- الصوفية تتغزل بإسم النساء والصبيان في مجالس الذكر ، فيرددون اسم الحب والعشق والهوى وليلى وسعاد وغيرها ، وكأنهم في مجالس طرب فيه الرقص وذكر الخمر مع التصفيق والصياح ، والتصفيق من عادة المشركين وعبادتهم ، قال تعالى ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ) الأنفال (35) ، والمكاء : الصفير ، والتصدية : التصفيق .

8- الصوفية تبيح الرقص والدف ورفع الصوت بالذكر ، والله تعالى يقول ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) الأنفال (3) ، ثم تراهم يذكرون الله تعالى بلفظ ( الله ) حتى يصلون إلى التلفظ بكلمة ( آه ، آه ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( أفضل الذكر : لا إله إلا الله ) رواه الترمذي رحمه الله تعالى ، ورفع الذكر في الدعاء منهي عنه بقوله تعالى ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) الأعراف (55) أي لا يحب المعتدين في الدعاء بالتشدق ورفع الصوت (تفسير الجلالين ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم يسمع أصحابه يرفعون أصواتهم بالدعاء فيقول لهم ( أيها الناس أربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم ) رواه مسلم رحمه الله تعالى ، وهو معكم أي : بسمعه وعلمه سبحانه وتعالى .

9- الصوفية تذكر اسم الخمر والسكر ، فيقول شاعرهم وهو ابن فارض :

شربنا على ذكر الحبيب مدامــة                        سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
المدامة : من أسماء الخمر .

10- الصوفية تستعمل الدف المسمى ( بالمزهر ) في ذكرها ، وهو مزمار الشيطان ، فقد دخل أبو بكر رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنها فوجد عندها جاريتين تضربان بالدف ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : مزمار الشيطان ( مرتين ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعهما يا أبا بكر ، فإنهما في يوم عيد ) رواه البخاري رحمه الله بألفاظ مختلفة .
                                      
فقد أقره الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله ، ولكنه أخبره أنه في يوم العيد مسموح به للبنات ، ولم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين أنهم استعملوا الدف عند ذكرهم ، بل هو من البدع التي ابتدعها الصوفية والتي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم  بقوله : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم رحمه الله تعالى .

11- بعض الصوفية يضرب نفسه بسيخ من حديد قائلا : ( يا جداه ) فتأتيه الشياطين ليساعدوه على فعله ، لأنه استغاث بغير الله ، والدليل قوله تعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) الزخرف (36) ، يعش : يعرض ويغفل ، وهذا الفعل استدراج في طريق الضلال لفاعله بعد أن اختار لنفسه ، قال الله تعالى ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) مريم (75)

12- الصوفية لها طرق كثيرة ، كالتيجانية ، والشاذلية ، والنقشبندية  وغيرها ، والإسلام له طريق واحد فقط ، والدليل حديث ابن مسعود رضي الله عنه حين قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ، ثم قال ( هذا سبيل الله مستقيما ) ، وخط خطوطا عن يمينه وشماله ، ثم قال ( هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ) ثم قرأ قول الله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) الأنعام (153) حديث صحيح رواه أحمد والنسائي رحمهما الله تعالى .

13- الصوفية تدعى الكشف وعلم الغيب ، والقرآن يكذبهم بقوله تعالى ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) النمل (65)

14- الصوفية تزعم أن الله خلق محمدا من نوره ، وخلق من نوره جميع الأشياء ، والقرآن يكذبهم بقوله تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد ...) الكهف (110) وقوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين )  سورة  ص (71) ، وأما حديث ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) فهو حديث موضوع باطل .

15- الصوفية تزعم أن الله خلق الدنيا لأجل محمد صلى الله عليه وسلم ، والقرآن الكريم يكذبهم بقوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات (56) ، وخاطب القرآن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر (99) ، اليقين : الموت .

16- الصوفية تزعم رؤية الله في الدنيا ، والقرآن يكذبهم حين قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام ( رب أرني أنظر إليك قال لن تراني 00) الأعراف (143) ، وقد ذكر الغزالي في كتابه ( إحياء علوم الدين ) في باب حكاية المحبين ومكاشفاتهم هذه القصة : قال أبو تراب يوما : لو رأيت أبا يزيد ، فقال له صديقه : إني عنك مشغول ، قد رأيت الله فأغناني عن أبى يزيد قال أبو تراب : ويلك تغتر بالله عز وجل ، لو رأيت أبا يزيد (البسطامى)  مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مرة ، قال الغزالي : فأمثال هذه المكاشفات لا ينبغي أن ينكرها المؤمن .

17- الصوفية تدعى وتزعم رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا يقظة ، والقرآن يكذبهم بقوله تعالى ( ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون ) المؤمنون (100) ، أي من أمامهم حاجز يحجز بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا إلى يوم القيامة ( ذكره الطبري في تفسيره ) ، ولم ينقل أن أحدا من الصحابة رضي الله عنهم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته ، فهل هم أفضل من الصحابة رضي الله عنهم ؟؟

18 الصوفية تزعم أنها تأخذ العلم من الله مباشرة بدون واسطة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون :  ( حدثني قلبي عن ربى )
قال ابن عربي في كتابه ( الفصوص ) : ( فمنا الخليفة عن الرسول الذي يأخذ الحكم عنه صلى الله عليه وسلم أو بالاجتهاد الذي أصله أيضا ، وفينا من يأخذ عن الله فيكون خليفة الله ) .
وهذا الكلام لا شك أنه يخالف القرآن الذي ينص على أن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ليبلغ الناس أوامر الله تعالى فقال سبحانه ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) المائدة (67) ، ولا يمكن لأحد أن يأخذ مباشرة عن الله وهو كذب وافتراء ، ثم إن الإنسان لا يكون خليفة عن الله لأن الله لم يغب عنا حتى يخلفه الإنسان ، فالله سبحانه هو الذي يخلفنا حينما نغيب ونسافر ، لذلك جاء في دعاء السفر كما في الحديث ( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ) رواه مسلم رحمه الله تعالى .

19- الصوفية تقيم المولد والاجتماع باسم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهم يخالفون تعاليمه ، وذلك حينما يرفعون أصواتهم في الذكر والأناشيد والقصائد التي فيها الشرك الصريح ، فمن أقوالهم :

      المدد يا عـريض الجــــــاه المدد                    ويا مفيض النور على الوجود المدد
      يا رسول الله فــرج كربــــــــــنا                    ما رآك الكـــــــرب إلا وشــــــــــرد

20- الصوفية تشد الرحال إلى القبور للتبرك بأهلها أو الطواف حولها ، أو الذبح عندها مخالفين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى .

21- الصوفية تتعصب لشيوخها ولو خالفت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يقول ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ...) الحجرات (1) ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا طاعة لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى .

                                            
22- الصوفية تستعمل الطلاسم والحروف والأرقام لعمل الاستخارة والتمائم والحجب وغير ذلك ، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاء الاستخارة الوارد في صحيح البخاري رحمه الله تعالى ، وكان يعلمه الصحابة كالسورة من القرآن فقال ( إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ..... ) .

23- الصوفية لا تتقيد بالصلوات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل يبتدعون صلوات فيها الشرك الصريح الذي لا يرضاه الذي يصلون عليه ، فقد ذكر شيخ لبناني صوفي في كتاب له اسمه ( أفضل الصلوات ) قائلا : ( اللهم صل على محمد حتى تجعل منه الأحدية والقيومية ) ، ولا شك أن الأحدية والقيومية من صفات الله تعالى وأسمائه ، وفى كتاب ( دلائل الخيرات ) صلوات مبتدعة لا يرضاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
----------------------------------------------------------------------------                                     (1)  التزكية بين أهل السنة والصوفية – الشيخ د /  أحمد فريد حفظه الله تعالى  ص 31
(2)  مجموعة التوجيهات الإسلامية – الشيخ /  محمد جميل زينو ج 2 ص 209

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق