
عقيدة الصوفية :
تقوم العقيدة الصوفية على الإطراء والغلو في شأن النبي
صلى الله عليه وسلم إلى الحد الذي ذهبت إليه النصارى في عيسى بن مريم عليه السلام
، والدليل على ذلك ما نعرضه من أوراد القوم وشطحاتهم ، وقد تختلف الصوفية الأوائل
عن المتأخرة التي انتشرت فيها البدع أكثر من سالفتها ، وقد حذر منها رسول الله صلى
الله عليه وسلم بقوله ( إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة
بدعة ، وكل بدعة ضلالة )
رواه الترمذي وقال حسن صحيح ( مجلة التوحيد ) .
ومن عقيدتهم الباطلة أنهم يزعمون أنهم أصحاب الأحوال
والمقامات والنفوس الزاكيات ، وأنهم أصحاب مناهج في تصفية النفوس وتنقيتها (1)
الصوفية في ميزان الكتاب والسنة (2) :
ومن الإنصاف أن نضع تعاليم الصوفية في ميزان الكتاب
والسنة لنرى قربها أو بعدها عنه :
1- الصوفية تدعو غير الله من الأنبياء والأولياء
والأحياء والأموات فهم يقولون : ( يا جيلانى ويا رفاعي ويا رسول الله غوثا ومددا
يا رسول الله عليك المعتمد ) والله ينهى عن دعاء غيره ويعتبره شركا إذ يقول سبحانه
وتعالى ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت
فإنك إذا من الظالمين ) يونس (106) أي من المشركين ، والرسول صلى
الله عليه وسلم يقول ( الدعاء هو العبادة ) رواه الترمذي
رحمه الله تعالى ، فالدعاء عبادة كالصلاة لا يجوز لغير الله ولو كان رسولا أو وليا
، وهو من الشرك الأكبر الذي يحبط العمل ويخلد صاحبه في النار .
2- الصوفية تعتقد أن هناك أبدالا وأقطابا وأولياء سلم
الله لهم تصريف الأمور وتدبيرها ، والله يحكى جواب المشركين حين سألهم ( ومن
يدبر الأمر فسيقولون الله ) يونس (31) ، والصوفية يلجأون لغير الله عند
نزول المصائب والله تعالى يقول ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له
إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير ) الأنعام (17) ،
والله يحكى عن المشركين في الجاهلية حين تنزل بهم المصائب فيقول تعالى ( ثم إذا
مسكم الضر فإليه تجأرون ) النحل (53)
3- بعض الصوفية يعتقد بوحدة الوجود ، فليس عندهم خالق
ومخلوق فالكل خلق والكل إله وزعيمهم ابن عربي المدفون بدمشق يقول :
العبد
رب والرب عبــــد يا ليت شعري من المكلف ؟
إن قلت عبد فذاك حــــق أو قلت رب فأنى يكلــــف ؟
( الفتوحات المكية لابن عربي )
4- الصوفية تدعو إلى الزهد في الحياة وترك الأسباب
والجهاد ، والله تعالى يقول ( وابتغ فيما آتاك
الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا... ) القصص (77) ، وقال ( وأعدوا لهم ما استطعتم
من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ....) الأنفال (60)
5- الصوفية تعطى مرتبة الإحسان إلى شيوخهم وتطلب منهم أن
يتصوروا شيخهم عندما يذكرون الله حتى في صلاتهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول
( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) رواه
مسلم رحمه الله تعالى
6- الصوفية تدعى أن عبادة الله لا تكون خوفا من ناره ولا
طمعا في جنته ، ويستشهدون بقول رابعة العدوية ( اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك فأحرقني
فيها ، وإن كنت أعبدك طمعا في جنتك فاحرمني منها ) ، والله عز وجل يمدح الأنبياء
الذين يدعونه طلبا لجنته وخوفا من عذابه ، فيقول سبحانه وتعالى ( إنهم
كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ) الأنبياء (90) أي
راغبين في جنته ، خائفين من عذابه ، والله تعالى يخاطب رسوله الكريم صلى الله عليه
وسلم قائلا ( قل إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم )
الأنعام (15)
7- الصوفية تتغزل بإسم النساء والصبيان في مجالس الذكر ،
فيرددون اسم الحب والعشق والهوى وليلى وسعاد وغيرها ، وكأنهم في مجالس طرب فيه
الرقص وذكر الخمر مع التصفيق والصياح ، والتصفيق من عادة المشركين وعبادتهم ، قال
تعالى ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية )
الأنفال (35) ، والمكاء : الصفير ، والتصدية : التصفيق .
8- الصوفية تبيح الرقص والدف ورفع الصوت بالذكر ، والله
تعالى يقول ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )
الأنفال (3) ، ثم تراهم يذكرون الله تعالى بلفظ ( الله ) حتى يصلون إلى التلفظ
بكلمة ( آه ، آه ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( أفضل الذكر : لا إله إلا
الله ) رواه الترمذي رحمه الله تعالى ، ورفع الذكر في الدعاء منهي عنه بقوله
تعالى ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) الأعراف (55) أي
لا يحب المعتدين في الدعاء بالتشدق ورفع الصوت (تفسير الجلالين ) ، والرسول صلى
الله عليه وسلم يسمع أصحابه يرفعون أصواتهم بالدعاء فيقول لهم ( أيها
الناس أربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا
، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم ) رواه مسلم رحمه الله تعالى ، وهو
معكم أي : بسمعه وعلمه سبحانه وتعالى .
9- الصوفية تذكر اسم الخمر والسكر ، فيقول شاعرهم وهو
ابن فارض :
شربنا على ذكر الحبيب مدامــة سكرنا بها من قبل أن يخلق
الكرم
المدامة : من أسماء الخمر .
10- الصوفية تستعمل الدف المسمى ( بالمزهر ) في ذكرها ،
وهو مزمار الشيطان ، فقد دخل أبو بكر رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنها فوجد
عندها جاريتين تضربان بالدف ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : مزمار الشيطان ( مرتين
) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعهما يا أبا بكر ، فإنهما في يوم
عيد ) رواه البخاري رحمه الله بألفاظ مختلفة .
فقد أقره الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله ، ولكنه
أخبره أنه في يوم العيد مسموح به للبنات ، ولم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
والتابعين أنهم استعملوا الدف عند ذكرهم ، بل هو من البدع التي ابتدعها الصوفية والتي
حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله
: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم رحمه
الله تعالى .
11- بعض الصوفية يضرب نفسه بسيخ من حديد قائلا : ( يا
جداه ) فتأتيه الشياطين ليساعدوه على فعله ، لأنه استغاث بغير الله ، والدليل قوله
تعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين
) الزخرف (36) ، يعش : يعرض ويغفل ، وهذا الفعل استدراج في طريق الضلال
لفاعله بعد أن اختار لنفسه ، قال الله تعالى ( قل من كان في
الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) مريم (75)
12- الصوفية لها طرق كثيرة ، كالتيجانية ، والشاذلية ،
والنقشبندية وغيرها ، والإسلام له طريق
واحد فقط ، والدليل حديث ابن مسعود رضي الله عنه حين قال : خط لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم خطا بيده ، ثم قال ( هذا سبيل الله مستقيما ) ، وخط
خطوطا عن يمينه وشماله ، ثم قال ( هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان
يدعو إليه ) ثم قرأ قول الله تعالى ( وأن هذا صراطي
مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم
تتقون ) الأنعام (153) حديث صحيح رواه أحمد والنسائي رحمهما الله تعالى .
13- الصوفية تدعى الكشف وعلم الغيب ، والقرآن يكذبهم
بقوله تعالى ( قل لا يعلم من في السماوات
والأرض الغيب إلا الله ) النمل (65)
14- الصوفية تزعم أن الله خلق محمدا من نوره ، وخلق من
نوره جميع الأشياء ، والقرآن يكذبهم بقوله تعالى ( قل إنما أنا بشر
مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد ...) الكهف (110) وقوله
تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين ) سورة ص
(71) ، وأما حديث ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) فهو حديث موضوع باطل .
15- الصوفية تزعم أن الله خلق الدنيا لأجل محمد صلى الله
عليه وسلم ، والقرآن الكريم يكذبهم بقوله تعالى ( وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات (56) ، وخاطب القرآن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر (99) ،
اليقين : الموت .
16- الصوفية تزعم رؤية الله في الدنيا ، والقرآن يكذبهم
حين قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام ( رب أرني أنظر إليك
قال لن تراني 00) الأعراف (143) ، وقد ذكر الغزالي في كتابه ( إحياء علوم
الدين ) في باب حكاية المحبين ومكاشفاتهم هذه القصة : قال أبو تراب يوما : لو رأيت
أبا يزيد ، فقال له صديقه : إني عنك مشغول ، قد رأيت الله فأغناني عن أبى يزيد قال
أبو تراب : ويلك تغتر بالله عز وجل ، لو رأيت أبا يزيد (البسطامى) مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين
مرة ، قال الغزالي : فأمثال هذه المكاشفات لا ينبغي أن ينكرها المؤمن .
17- الصوفية تدعى وتزعم رؤية رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الدنيا يقظة ، والقرآن يكذبهم بقوله تعالى ( ومن وراءهم برزخ
إلى يوم يبعثون ) المؤمنون (100) ، أي من أمامهم حاجز يحجز بينهم وبين
الرجوع إلى الدنيا إلى يوم القيامة ( ذكره الطبري في تفسيره ) ، ولم ينقل أن أحدا
من الصحابة رضي الله عنهم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته ، فهل
هم أفضل من الصحابة رضي الله عنهم ؟؟
18 الصوفية تزعم أنها تأخذ العلم من الله مباشرة بدون
واسطة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون :
( حدثني قلبي عن ربى )
قال ابن عربي في كتابه ( الفصوص ) : ( فمنا الخليفة عن
الرسول الذي يأخذ الحكم عنه صلى الله عليه وسلم أو بالاجتهاد الذي أصله أيضا ،
وفينا من يأخذ عن الله فيكون خليفة الله ) .
وهذا الكلام لا شك أنه يخالف القرآن الذي ينص على أن
الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ليبلغ الناس أوامر الله تعالى فقال سبحانه ( يا
أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) المائدة (67) ، ولا يمكن لأحد أن
يأخذ مباشرة عن الله وهو كذب وافتراء ، ثم إن الإنسان لا يكون خليفة عن الله لأن
الله لم يغب عنا حتى يخلفه الإنسان ، فالله سبحانه هو الذي يخلفنا حينما نغيب
ونسافر ، لذلك جاء في دعاء السفر كما في الحديث ( اللهم أنت الصاحب في
السفر والخليفة في الأهل ) رواه مسلم رحمه الله تعالى .
19- الصوفية تقيم المولد والاجتماع باسم الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم وهم يخالفون تعاليمه ، وذلك حينما يرفعون أصواتهم في الذكر
والأناشيد والقصائد التي فيها الشرك الصريح ، فمن أقوالهم :
المدد يا
عـريض الجــــــاه المدد ويا مفيض النور على الوجود المدد
يا رسول
الله فــرج كربــــــــــنا ما رآك الكـــــــرب إلا وشــــــــــرد
20- الصوفية تشد الرحال إلى القبور للتبرك بأهلها أو
الطواف حولها ، أو الذبح عندها مخالفين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي
هذا ، والمسجد الأقصى ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله
تعالى .
21- الصوفية تتعصب لشيوخها ولو خالفت قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، والله تعالى يقول ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي
الله ورسوله ...) الحجرات (1) ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا طاعة
لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف ) رواه البخاري
ومسلم رحمهما الله تعالى .
22- الصوفية تستعمل الطلاسم والحروف والأرقام لعمل الاستخارة
والتمائم والحجب وغير ذلك ، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاء الاستخارة
الوارد في صحيح البخاري رحمه الله تعالى ، وكان يعلمه الصحابة كالسورة من القرآن
فقال ( إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير
الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ..... ) .
23- الصوفية لا تتقيد بالصلوات الواردة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، بل يبتدعون صلوات فيها الشرك الصريح الذي لا يرضاه الذي يصلون
عليه ، فقد ذكر شيخ لبناني صوفي في كتاب له اسمه ( أفضل الصلوات ) قائلا : ( اللهم
صل على محمد حتى تجعل منه الأحدية والقيومية ) ، ولا شك أن الأحدية والقيومية من
صفات الله تعالى وأسمائه ، وفى كتاب ( دلائل الخيرات ) صلوات مبتدعة لا يرضاها
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
---------------------------------------------------------------------------- (1) التزكية بين أهل السنة والصوفية – الشيخ د / أحمد فريد حفظه الله تعالى ص 31
(2) مجموعة التوجيهات الإسلامية – الشيخ / محمد جميل زينو ج 2 ص 209
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق