الجمعة، 20 يونيو 2014

التذكرة والنصيحة المُسْداة إلى طلاب العلم والدعاة - محمد حسن نور الدين إسماعيل



التَّذْكِرَةُ والنَّصِيحَةُ المُسْداةُ إلَى طُلَّابِ العِلْمِ والدُّعاةِ
إعداد
محمد حسن نور الدين إسماعيل


المقدمة
 إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو عبده ورسوله أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد،
 قال تعالى:  {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].  وقال سبحانه:  {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
وقال صلى الله عليه وسلم ( الدِّين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم رحمه الله عن تميم الداري رضي الله عنه ، فمن هذا المنطلق أُسدِي هذه التذكرة والنصيحة إلى أحب الناس إلى قلبي ، إليكم أنتم دعاة الإسلام وطلاب العلم ، وأُذّكِّر نفسى وإياكم من باب قوله تعالى:  {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] ، يا من حملتم أعباء الدعوة إلى الله على كواهلكم فقضيتم أوقاتكم وأعماركم وتركتم ملاذّ الدنيا لتبلغوا دين الله تعالى ، فأنتم ورثة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وأنتم الذين قد تحريتم نصوص الشريعة قولا وعملا واعتقادا وسلوكا وآدابا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر بضوابطه الشرعية المعتبرة ، نحسبكم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
لما كثرت الفتن وأطلت برأسها علينا ، وكثرت الخلافات السائغة وغير السائغة بين الدعاة وطلاب العلم لاسيما الخلافات السياسية المعاصرة فتحزَّب مَن تحزَّب ، وانشَقَّ مَن انشَقَّ ، واتُّهِمَ مَن اتُّهِم ، واتجهت أنظار وأسماع الناس إليهم ، فبدأوا بالانتقاص من شأنهم وحُرمتهم  ووقارهم ، وآلَ الأمرُ إلى الاستهزاء بهم والسخرية من كلامهم وفتاواهم وهيئتهم ونالوا منهم نيلا يندى له الجبين ، من أجل ذلك كانت هذه التذكرة والنصيحة التي بين أيديكم أيها الدعاة الفضلاء وطلاب العلم الأحِبَّاء ، وأسأل الله تعالى أن تكون خالصة لوجهه تعالى، وأن تَلْقَى قبولاً  وتتقبلوها بصدر رَحْب، فوالله الذى لا إله غيره ما ابتغيت بها التنقص من قدر أحد ، لكنني رأيت أن من واجبى كمسلم أن أُذَكِّرَ اُناساً هم عندي أهل فضل وعلم.        
 أخوكم / محمد حسن نور الدين إسماعيل            
 أنتم القدوة الحسنة ....
فأنتم أيها الدعاة وطلاب العلم القدوة الحسنة التي يَقتدى بها ويَتأسى بها الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضى الله عنهم ، عندما يًرَى سمتكم وتشاهد أخلاقكم ويسمع لدعوتكم التي مستندها الكتاب والسنة ، فتنصحون لله تعالى وتدعون إلى دين الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة فيتأثر الناس بكم ويجتهدون في أن يصيروا مثلكم أخلاقا وهديا وعلما وسمتا ، فكما قيل : فعل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل . لكن عندما يرى الناس أن القدوة الحسنة قد تحولت أو اختلفت أو تناقضت في أقوالها أو أفعالها فلا شك أن هذا مما يؤثر سلبا على إقبال الناس وقبول دعوتكم ، وربما تراجعوا عن اتباعكم بل وربما انتقصوكم وأساءوا إليكم ، فكونوا ممن ( إذا رُؤُوا ذُكرَ الله تعالى )
مما علمتمونا ترجيح المصالح العامة ومراعاة أحوال الناس .....
فقد تعلمنا منكم تقديم المصلحة الراجحة ، وأن المصالح العامة تقدم على المصالح الخاصة ، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع ، ولكننا نشاهَد في بعض الأمور خلاف ذلك ، ولا أقول كلها فأنا أعلم أنكم على علم وبصيرة ؛ لكن ياليتكم تثبتم وأكثرتم من المشورة فإن ذلك سيكون أقوم ، وربما أتى الخلل من الثقة الزائدة في غير المؤهَّلين ممن حولكم ، فليس كل أحد قادر على الإفتاء أو الحوار أو نقل رسالة ما أو التصريح ببيان ما.
كما أنصح بتقديم الأفضل والأورع والأحوط لدين الله مع مراعاة أحوال الناس على اختلاف فئاتهم ، فلا تكون القرارات لمصلحة طائفة دون أخرى أو انتصارا  لمذهب معين أو حزب معين، بل تَسَع الجميع وتجمع كلمة المسلمين .
ليس كل ما يُعْرَف يقال ......
فهذا أيضا مما تعلمناه منكم ، فهناك أمور وأحداث وأخبار لابد من كتمانها وعدم نشرها أو تأخير الإفصاح عنها لحينها المناسب ، فكما تعلمون أنه يجوز تأخير البيان لمصلحة راجحة ، وأنه لكل مقام مقال ، سواء كان الإخبار لعوام الناس أو لطلبة العلم المبتدئين ؛ لأن ذلك قد يُحْدِث بلبلة وقلاقل وتشويشا واضطرابا فى المفاهيم ، فربما نُقِلَت كلمة على غير مراد قائلها ، أو فى غير موضعها ، أو فى غير حينها فتظل تتناقل عَبْر الأفواه فتؤدى إلى الشحناء والعداوة والبغضاء ، أو يفهم منها التنقص من أحد فتحدث الوقيعة بين المسلمين فالله المستعان.
 الانشغال بأمور الدنيا والانهماك فيها يلهي عن عمل الآخرة ......
فمما هو معلوم أن الانشغال بأمور الدنيا فوق الحاجة من أخطر ما يبتلى به المرء ، كالانشغال بتحرى عيوب الناس وتتبع عوراتهم وكشف مثالبهم والتنقص ممن هو مشهود له بالصلاح والعلم ، وكذلك الانهماك في مضمار السياسة إلى حَدٍّ يصل إلى الاقتصار عليها وجعلها الشغل الشاغل حتى يؤدي ذلك إلى ترك الواجب ، فهذا لا شك مذموم كما تعلمون ، فالقصد القصد تبلغوا ، فلا يصح الانهماك بالكلية في أمور لا تليق بالدعاة وطلاب العلم والتي قد تصل بهم إلى الانتقال لا أقول من الفاضل إلى المفضول ، بل من الواجب إلى المباح.
رِفقاً بالمستقيمين مِن الإخْوة الجُدُدِ ........
وهذه النصيحة من أهم ما أردتُ ، حيث إن المستقيمين الجدد أي الشباب الذين وفقهم الله تعالى للهداية وبدأوا يبحثون عن الخيرات ويحضرون مجالس العلم بحثا عن الهدى النبوي القويم قد جاءوا إليكم لِيَرَوْا خير ما عندكم ، فلا تصدموهم فيكم ، ولا تجعلوا الشك يساورهم ويتسلل داخل نفوسهم عندما يسمعون منكم كلاما طيبا حال التدريس ثم لا يجدوا ذلك عمليا ، فهذا من أخطر وأشنع ما يَجنى على طالب العلم حينما تهتز ثقته فى شيخه ومعلمه ومؤدبه ؛ لأن طالب العلم قد وَطَّنَ ذهنه وقلبه وجوارحه على أنكم القدوة الصالحة التي يقتدى بها ، والتي من الصعب أن تكون متناقضة في قول أو عمل .
رِفقا بعامَّة الناس .......
أنتم تعلمون حفظكم الله أننا نسعى جميعا لكى نُعَبِّدَ الناسَ لله تعالى ، وأنتم بارك الله فيكم لا تألون جهدا في ذلك ، كما تعلمون أن عوام الناس هم أوْلَى وأحوج إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأنهم لابد أن يَروْا منكم ما يَسُرُّهُم ويكون سببا في استقامتهم ، وأن الحديث معهم ودعوتهم يحتاج إلى دقة وحذر فأنتم عندهم رموز يقتدى بها ، فلا تخاطبوهم بدقائق الأمور، أو غريب الفتاوى و المسائل، أو كثرة الخلافات الفقهية ، ولا التنقص من أحد أمامهم فربما كان أحد الناس له شيخ يحبه ويجله وهو يجهل مذهبه أو بعض ما عنده من المخالفات لكنه يحبه ولا يقبل من أحد أن يَذم فيه ، فربما قال : قال الشيخ فلان : كذا وكذا فيفاجأ بأنك تلقى وابلا من الاتهامات وما يفهم منه التنقص من هذا الشيخ ، فبدلاً من أن يستمع إليك تجده تعصب لشيخه وانقلب الأمر عليك ، وربما خرج من عندك وتَقَوَّل عليك بعض الأقاويل والافتراءات مما لا يعلمه إلا الله تعالى ، فانتبهوا أيها الدعاة وطلاب العلم ـ حفظكم الله ـ فهذا أمر خطير ، وقد حدث كثيرا وشاهدناه مرارا والله المستعان.
العَفْو والصَّفْح وخَفْض الجَناح والرِّفق مع الحَزَم غير المُخِلّ باللِّين .........
أُذَكِّركم بقول تعالى: ( وَلَوْ كُنتَ فَظَّاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ .... ) وقوله تعالى: ( وَاخْفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ ) ، فالناس دوما يلينون مع من لان معهم وألان لهم الكلام وتعاهدهم بالسؤال وسعى في قضاء حوائجهم ، ويتقربون لمن يراعي أحوالهم ، والكثير منهم  إلا من رحم الله قد يجهل أحيانا ويتعصب وقد يسب ، فأنتم كدعاة وطلاب علم لا ينبغي أن تقابلوا السيئة بالسيئة قال تعالى: ( ولا تَسْتَوِى الحَسَنَةُ ولا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَن فإذا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما كانَ الرَّفْقُ في شَيء إلا زانَهُ ، ولا نُزِعَ مِنْ شَيء إلا شانَهُ )
فترفقوا بالناس واعفوا عن زلاتهم واصفحوا عنهم ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟؟؟؟؟؟
 خاطبوا الناس على قدر عقولهم ........
وهذا أيضا من متطلبات الدعوة الناجحة أيها الفضلاء كما علمتمونا بأن نخاطب الناس على قدر عقولهم وفهومهم ومداركهم العقلية ، فلا يصح أن نتحدث مع الناس بما لا يطيقون ، بل نبسط لهم المسائل والفتاوى والآراء ، وذلك مراعاة لأحوالهم فربما مَلُّوا وضجروا أو أساءوا الفهم لاسيما العوام والطلاب الجدد .
لا تكونوا عونا للشيطان على إخوانكم ......
قال تعالى: ( إنَّما المُؤْمِنُونَ إخْوَة ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( وكونوا عباد الله إخوانا ) ، فينبغى أن نلتمس الأعذار لإخواننا ، وأن نعذرهم بالجهل بضوابطه الشرعية المعتبرة عند أهل العلم ، وأن نرشد الضال ، وننصح المُسْتَنْصِح وندله على الخير والصواب ، وأن نأخذ بيده لئلا يتفلت ، فكل ابن آدم خطَّأ والكمال لله وحده جل وعلا ، فلا نكون عونا للشيطان على إخواننا ، ولا نبادر بالإتهامات والتربص والنقد والتسرع بالحكم على أحد كائن من كان إلا بحجة وبينة، فإذا ظهرت منه مخالفة وجبت النصيحة بالرفق واللين . والله الموفق.

 التثبت من الأخبار والإنصاف في الإخبار .......
قال تعالى: ( يا أَيُّها الَّذِيِنَ آمَنُوا إنْ جاءكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيِبُوا قَوْماُ بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) وقال سبحانه ( يا أَيُّها الَّذِيِنَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ..... ) فالتثبت من الأخبار واجب شرعي ومطلب دعوي مهم ، فلا يُحْكَم على صحة شيء أو بطلانه إلا بعد التثبت منه من مصدر موثوق به لئلا يُتَجَنَّى على أهل العلم والفضل فيصيبنا الندم ، كذلك في الإخبار لا بد أن نكون منصفين وأن نروى ما سمعنا أو رأينا بإنصاف وحيادية بعيدا عن حظوظ النَّفْس، إذا كان في حكايته مصلحة وأمنت مضرته والله المستعان.
 لا إفراط ولا تفريط .......
وهذه أيضا قاعدة مهمة ، فقد نُهينا عن الغلو وأُمِرنا بالوسطية كما قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ... ) فلا بد من الوسطية في كل شيء سواء كان في الدِّين أو الدُّنيا ، لكن وا أسفاه فقد نجد بعض الدعاة وطلاب العلم يُفْرِطُون في أمور لا تستحق الإفراط ، كمن يظل ينتقص وينتقد في أغلب دروسه شيخا أو داعية أو طالبَ علم قد عُرف بالاستقامة وليس له في ذلك بينة ، فهذا لا يليق أبدا بمجلس علم، أويفرّط في أمور وواجبات لا ينبغي التفريط فيها ، كالغيبة والنميمة والهمز واللمز والتنابز بالألقاب ، أو يُفَرِّطون في أداء بعض الطاعات كقيام الليل وصلة الأرحام وبر الوالدين وحسن الجوار.  فالله المستعان
 أحسنوا الظنون بالمسلمين .......
فالأصل هو إحسان الظن بالمسلمين ، ولا ينبغي إساءة الظن بأحد ما دام ظاهر حاله يدل على استقامته وسعيه إلى الخيرات وبذل المعروف وكف الأذى ، تَذَكَّرُوا قول الله تعالى في فواتح سورة النور عندما قص علينا سبحانه وتعالى خبر حادثة الإفك فقال : ( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) فهل لنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة ؟؟؟ فاللهَ اللهَ في أعراض المسلمين واللهَ اللهَ في تتبع عوراتهم .

وأخيرا ... هَلَّا اتحدنا واعتصمنا ونبذنا الخلافات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟؟؟
 فالغرب وغيرهم من أعداء الإسلام على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم يتربصون بنا ليل نهار ويكيدون لنا كيدا ويريدون أن يستأصلوا شأفتنا ، ويتابعون في جميع وسائل الإعلام ما حَلَّ بنا من الفتن والأهواء والخلافات ، فهيا إخواني الكرام ننبذ الخلافات ونعتصم بالله تعالى ونرفع لواء الإسلام بكل ما أُوتينا من قوة وتذكروا قول الله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ... ) وقوله تعالى: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) فجميعنا يفتقر إلى مَعِيَّة الله تعالى بنصره وتأييده ، وما أحسن ما رُوِى عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. قال يونس الصًّدفيُّ : ما رأيتُ أعقل من الشافعي ، ناظرتُه يوماً في مسألة ، ثم افترقنا ، ولقيني ، فأخذ بيدي، ثم قال : يا أبا موسى ، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة .
قال الذهبي رحمه الله تعالى  : هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام ، وفقه نفسه .
فالبِدار البِدار إلى الخير والتآلف ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، هذا وأسأل الله جل وعلا أن يجعل لتلك التذكرة والنصيحة صدىً يُهدَى به إلى الحق وإلى الصراط المستقيم وأسأله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أخوكم / محمد حسن نور الدين إسماعيل


الثلاثاء، 18 مارس 2014

قصيدة : تفت فؤادك الأيام فتا - أبو إسحاق الألبيرى




تفت فؤادك الأيام فتا

أبي إسحاق الألبيري

تفت فؤادك الأيام فتا * * * وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق * * * ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خدر * * * أبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط * * * بها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحت * * * متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا * * * إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما * * * مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها * * * ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا * * * ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيا * * * ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو * * * تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا * * * خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه * * * وينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه * * * فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ * * * وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنه * * * بتوبيخ : علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا * * * وليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان لكن * * * نرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ * * * فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلا * * * وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باق * * * وتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين * * * إذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحا * * * وملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليها * * * وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماء * * * قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينى * * * فما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنه * * * فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس مغن * * * ولو مُلك العراق له تأتا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ * * * ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المباني * * * إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلا * * *لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بون * * * ستعلمه إذا طه قرأتا
لئن رفع الغني لواء مال * * * لأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن جلس الغني على الحشايا * * * لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجياد مسومات * * * لأنت مناهج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكار الغواني * * * فكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضرك الإقتار شيئا * * * إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل * * * إذا بفناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول لنصح قولي * * * فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلا * * * وتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍ * * * تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها * * * كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها محب * * * فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب* * * ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثيابا * * * وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل * * * كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن * * * لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما * * * وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها * * * إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها * * * من الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوما * * * فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت رهن * * * وما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق فيها * * * وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافا * * * بما نادا ذو النون ابن متى
ولازم بابه قرعا عساه * * * سيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا * * * لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه امتهال * * * ونكر كم صغير قد دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت أولى * * * بنصحك لو لفعلك قد نظرتا
تقطعني على التفريط لوما * * * وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المنايا * * * وما تدري بحالك حيث شختا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلا * * * فما لك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخض بحر الخطايا * * * كما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم دفرٍ * * * وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفع * * * وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ظلم * * * وأنت حللت فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما كبارا * * * ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
وناداك الكتاب فلم تجبه * * * ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التصابي * * * وأقبح منه شيخ قد تفتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها * * * لعيب فهي أجدر من ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد من * * * ولو كنت اللبيب لما نطقتا
ولو بكت الدما عيناك خوفا * * * لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبد * * * أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا
ثقلت من الذنوب ولست تخشى * * * لجهلك أن تخف إذا وزنتا
وتشفق للمصر على المعاصي * * * وترحمه ونفسك ما رحمتا
رجعت القهقرى وخبطت عشوى * * * لعمرك لو وصلت لما رجعتا
ولو وافيت ربك دون ذنب * * * ونوقشت الحساب إذاً هلكتا
ولم يظلمك في عمل ولكن * * * عسير أن تقوم بما حملتا
ولو قد جئت يوم الحشر فردا * * * وأبصرت المنازل فيه شتى
لأعظمت الندامة فيه لهفا * * * على ما في حيتك قد أضعتا
تفر من الهجير وتتقيه * * * فهلا من جهنم قد فررتا
ولست تطيق أهونها عذابا * * * ولو كنت الحديد به لذبتا
ولا تنكر فإن الأمر جد * * * وليس كما حسبت ولا ظننتا
أبا بكر كشفت أقل عيبي * * * وأكثره ومعظمه سترتا
فقل ما شئت في من المخازي * * * وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عبتني فلفرط علمي * * * بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترض المعايب فهو عار * * * عظيم يورث المحبوب مقتا
وتهوي بالوجيه من الثريا * * * ويبدله مكان الفوق تحتا
كما الطاعات تبلك الدراري * * * وتجعلك القريب وإن بعدتا
وتنشر عنك في الدنيا جميلا * * * وتلقى البر فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزا * * * وتجني الحمد فيما قد غرستا
وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ* * * ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
ولا سابقت في ميدان زورٍ * * * ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنأ عنه نشبت فيه * * * ومن لك بالخلاص إذا نشبتا
تدنس ما تطهر منك حتى * * * كأنك قبل ذلك ما طهرتا
وصرت أسير ذنبك في وثاق * * * وكيف لك الفكاك وقد أُسرتا
فخف أبناء جنسك واخش منهم * * * كما تخشى الضراغم والسبنتا
السَّبَنتَا : النمر
وخالطهم وزايلهم حِذارا * * * وكن كالسامري إذا لُمستا
وإن جهلوا عليك فقل سلام * * * لعلك سوف تسلم إن فعلتا
ومن لك بالسلامة في زمان * * * تنال العصم إلا إن عصمتا
ولا تلبث بحي فيه ضيمٌ * * * يميت القلب إلا إن كُبلتا
وغرب فالتغرب فيه خير * * *وشرق إن بريقك قد شرقتا
فليس الزهد في الدنيا خمولا * * * لأنت بها الأمير إذا زهدتا
ولو فوق الأمير تكون فيها * * * سموا وارتفاعا كنت أنتا
فإن فارقتها وخرجت منها * * * إلى دار السلام فقد سلمتا
وإن أكرمتها ونظرت فيها * * * لإكرام فنفسك قد أهنتا
جمعتُ لك النصائح فامتثلها * * * حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
وطولتُ العتاب وزدت فيه * * * لأنك في البطالة قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي * * * وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتها تسعا حسانا * * * وكانت قبل ذا مائة وستا
وصلى على تمام الرسل ربي * * * وعترته الكريمة ما ذكرتا
 
Description: اعداد الصفحة للطباعة

قصيدة : إذا المرء لا يرعاك - للإمام الشافعى رحمه الله تعالى



قال الإمام الشافعى رحمه الله تعالى

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلـــــــــــفا               فدعه ولا تكثر عليه التأســــــــــفا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة              وفي القلب صبر للحبيب وإن جـفا

فما كل من تهواه يهواك قلبـــــــــه               ولا كل من صافيته لك قد صـــــفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعـــــة               فلا خير في ود يجيء تكلــــــــــــفا

ولا خير في خل يخون خليلــــــه               ويلقاه من بعد المودة بالجـــــــــــــفا

وينكر عيشا قد تقادم عهــــــــده               ويظهر سرا كان بالأمس قد خـــــفا

سلام على الدنيا إذا لم يكـــن بها               صديق صدوق صادق الوعد منصفا

الثلاثاء، 11 مارس 2014

السيرة الذاتية - محمد حسن نور الدين إسماعيل




                          

                         السيرة الذاتية - محمد حسن نور الدين إسماعيل    

الاسم / محمد حسن نور الدين إسماعيل حسن خضر، من مواليد محافظة الإسكندرية - حى الجمرك بجمهورية مصر العربية ، وُلِدَ يوم الأحد فى الحادى والعشرين من شهر رجب عام 1393 هـ التاسع عشر من شهر أغسطس عام 1973 م ، وهو من طلاب العلم الشرعى على منهج أهل السنة والجماعة، وكانت بداية طلبه للعلم عام 1996 م بمحافظة الإسكندرية ، قرأ القرآن الكريم على الشيخ / قدرى محمد عبد الوهاب والشيخ / أحمد سيد هاشم ، والشيخ / عبد العال محمد ، بمعهد دار القرآن الكريم بدولة الكويت وغيرهم بالإسكندرية والكويت ، تلقى العلم على أيدى عدة مشايخ بمحافظة الإسكندرية ، كالشيخ / الدكتور ياسر بُرهامى، والشيخ الفقيه الأُصولى الدكتور / أحمد حُطَيْبَة، والشيخ الفقيه الأُصولى الدكتور / طَلَعَت زَهْران، ، والشيخ المُحَدِّث / أحمد شَحاتَة الألْفِى السَّكَنْدَرِىّ، والشيخ الفاضل / محمود عبد الحميد العَسْقلانِى، والشيخ الفاضل / سَعيد مُصْطَفَى دِياب، والشيخ الفاضل/ سعيد محمود السيد، وغيرهم بدولة الكويت حفظهم الله تعالى، وتخرج في معهد دار القرآن الكريم والدراسات الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مركز الشيخ / حسن مناع  بمحافظة الفروانية بدولة الكويت عام 1436 هـ - 2015 م بتقدير ممتاز، وله عدة أبحاث شرعية منها :


1-     رِسالَةُ الْحِجابِ إلى أَخَواتِى أُولاتِ الأَلْبابِ.


2-     تَدْوِينُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ.


3-     الصُّوفِيَّةُ فى مِيزانِ الكِتابِ وِالسُّنَّةِ.


4-     الشِّيعَةُ فى مِيزانِ الشَّرِيعَةِ.


5-     المُوجَزُ المُفيدُ فى أَحْكامِ التَّجْوِيدِ.


6-     مُخْتَصَرٌ فى عِلْمِ مُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ بِشَرْحِ المَنْظُومَةِ البَيْقُونِيَّة للإمامِ البَيْقُونِى .


7-     دَليلُ الرَّاغِبينَ إلى ضَعِيفِ أحادِيثِ رِياضِ الصَّالحينَ بمراجعة وتعليق الشيخ الْمَحَدِّثِ / أَحْمَد شَحاتَة الأَلْفِىّ السَّكَنْدَرِىّ.


8-     كتاب النِّداءات الإلَهِيَّة لِلْمُؤْمِنينَ بِرَبِّ البَرِيَّة.


9-     نُبْذَة عن عِلْمِ القِراءاتِ والقُرَّاءِ العَشَرَةِ.


10- مَرْحَى بِشَهْرِ الخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ.


11- التَّذْكِرَةُ وَالنَّصِيحَةُ المُسْداةُ إلى طُلَّابِ الْعِلْمِ والدُّعاةِ.


12- المَطالِبُ السَّنِيَّةُ فى المبادِئِ العَشَرَةِ للعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ.


13- السِّحْرُ وَالْعَيْنُ وَالمَسّ وَالرَّبْطُ حَقِيقَةٌ أَمْ خَرافَةٌ ؟

14- أَهَمِّيَةُ وَفَضْلُ طَلَبِ الْعِلْمِ


15- الْمَنْظُومَةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ في تَدْوينِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ ( منظومة فى 93 بيتا فى تعريف السنة وأهميتها وخصائصها ومراحل تدوينها منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم )


وله بعض المختصرات المخطوطة كمختصر كتاب ( مَعارِج الْقَبولِ ) فى العقيدة للشيخ / حافظ حَكَمِى، ومختصر كتاب ( عِلْم أُصُولِ الْفِقْهِ ) للشيخ / عبد الوَهَّاب خَلَّاف ، ومختصر فى ( علوم القرآن )، ومختصر  كتاب ( الْوَجِيز فى الفِقْهِ ) للشيخ / عبد العظيم بدوى الخَلَفِى.


وله مدون إلكترونية على موقع جوجل بلوجر


http://mohamedhas.blogspot.com/


قناة اليوتيوب


https://www.youtube.com/channel/UCus8zALI92_WiOM-mWazLCw


المصحف المرتل على موقع إسلام ويب ( Islam web )


http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=allsoura&qid=2087


المصحف المرتل على موقع إذاعة طريق الإسلام ( Islam way )


http://ar.islamway.net/collection/13777/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%84


الكتب والأبحاث المقروءة على موقع شبكة الألوكة


http://www.alukah.net/authors/view/home/10254/


الدروس الصوتية على موقع إسلام ويب


 http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=2173&read=0


الموقع الشخصى


http://humankind95.wix.com/mohammad-nouredeen