الجمعة، 26 مايو 2023

الشِّيِعَةُ فِي مِيزَانِ الشَّرِيِعَةِ - إعداد/ محمد بن حسن نور الدين إسماعيل


 


 

الشِّيِعَةُ

فِي مِيزَانِ الشَّريِعَةِ

 

 

 

إعْدَادُ

مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ نُوُرِ الدِّيِنِ إسْماعِيِلَ

عَفَا اللهُ عَنْهُ وَعَنْ وَالِدَيْهِ وَجَمِيِعِ الْمُسْلِمِيِنَ

 

 

                          

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدمة

إنَّ الحَمْدَ للهِ تعالى، نَحمده ونَستعينه ونَستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهْدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِىَ له، وأَشْهَد أنْ لا إلَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُولُه، فإنَّ أصْدَقَ الحَدِيثِ كِتابُ اللهِ تعالى، وأحْسَنَ الهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، وإنَّ شَرَّ الأمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالَة، وكُلَّ ضلالَةٍ فى النَّارِ، أمَّا بَعْدُ؛

فإن الكتاب والسنة هما مِيزانا الأقوال والأعمال والاعتقادات، فما وافقهما فهو ما يُرْضِى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وما خالَفَهما فهو ما يسخطه سبحانه وتعالى، ولقد جاءت الشريعة الإسلامية التى هى دين الإسلام بيضاء نقية، تَحْمِل العَدْلَ والوَسَطِيَة فى كل شئ، ولقد دعا الإسلامُ الحَنِيف إلى عبادة الله وحده، واتِّباع الصِّراط المُسْتَقيم الذى لا اعوجاج فيه ولا الْتِباس، وهذا ما تظاهرت به الأدلة من الكِتاب والسُّنَّة، ومَن حادَ عن هذا الصراط فقد حاد عن مَنْهَج الله تعالى، وما ضَلَّ عَبْدٌ ولا فِرْقَة ولا جَماعة؛ إلا بعد ما حادَتْ عن منهج الله القَوِيم وصِراطه المستقيم، ومن هؤلاء ( الشِّيعَة ) تلك الفرقة التى ضَلَّتْ فى العقائد، والعبادات، والمعاملات، وغير ذلك، وما حُكِمَ عليها بذلك إلا بَعْدَ ما عُرِضَتْ على كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولِعِظَمِ خَطَر وضلال تلك الفرقة، كان هذا البحث الذى سميته ( الشِّيِعَةُ فِي مِيزَانِ الشَّرِيِعَةِ ) ولا أزعم أنى قد أتَيْتُ بكل ما هُم عليه مِن المُخالَفات؛ ولَكِن هى إشارات ولَمَحات تُبَيِّن ابتِداءً ما هُم عليه من ضلال، واللهَ تعالى أسألُ أن يُبَصِّرَ كُلَّ مَن قرأه بِضلال هذه الفرقة الضَّالَّة التى خالفت أهل السنة والجماعة، قَوْلاً، وَعَمَلاً، واعْتِقاداً، وأسأله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه تعالى وأن يجعله فى مِيزان الحَسَنات يوم القيامة يوم لا يَنفع مالٌ ولا بَنُونَ إلا مَن أتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم، وَصَلَّى اللهُ على نبينا محمد وعلى آلِه وَصحبه وسَلَّمَ وآخِرُ دَعْوانا أنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ.

 

 

                                                                 وَكَتَبَهُ الْفَقِيِرُ إلَى عَفْوِ رَبِّهِ؛

                                                               مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنِ نُوُرِ الدِّيِنِ إسْماعِيلَ

                                                                 عَفَا اللهُ عَنْهُ وَعَنْ وَالِدَيْهِ

                                                      16 من شهر جمادى الآخرة عام 1434 هـ

                                                      27 من شهر أبريل عام 2013 م

تمهيد

 

إن الله -تبارك وتعالى- خلق الخَلْقَ ليعبدوه وحده لا يشركون به شيئا، فقال ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات : 56 وأرسل رسلاً كرامًا، وأنزل معهم الكتب ليعلم الناس كيف يوحدون ربهم ويعبدونه، فقال تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) البقرة : 213

وما مِن نبى ولا رسول إلا وَدَعَا إلى توحيد الله تعالى، واجتناب الطاغوت، وهو ما عُبِدَ من دون الله وهو راضٍ، فقال تعالى ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) النحل : 56 وما من نبى إلا وقال لقومه ( يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُم مِن إلَهٍ غَيْرُه ) وقد شرع الله عز وجل طريقا لعباده ليسيروا عليه وينتهجوا نهجه وَفْقَ ما أراد الله سبحانه وتعالى، وبَيَّنَهُ فى كتبه وعلى لسان رسله عليهم السلام، فقال ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأنعام : 153

 

قال ابن كثير رحمه الله تعالى فى تفسيره:

قال ابن عباس فى قوله تعالى ( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ): أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة.

وروى الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- فى مسنده عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- أنه قال: خَطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خَطًّا، ثم قال: ( هذا سبيل الله مستقيما ) ثم خط خطوطا عن يمين الخط ويساره، وقال ( هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم تلا ( وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ...... )

فهناك طريق واحد هو طريق الحق، وما عَدَاه فهو الباطِل وقد قال تعالى ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) يونس : 32 ، ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشريعة بيضاء نقية لا اعوجاج فيها ولا التباس، ودعا لدين الله تعالى أُناساً كانوا يَعْبُدُون الأصنامَ، ويَئِدون البناتِ ويتعاملون بالرِّبا، وينتشر فيهم الظلم، والجهل، والحَمِيَّة الجاهلية، والعصبية القبلية، فهداهم النبى صلى الله عليه وسلم هداية الإرشاد وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى، فأخرج من هؤلاء جِيلاً طاهِراً، نَقِيَّاً، تَقِيَّاً،عالِماً، ضرب لنا أروع الأمثلة فى البَذْل والتضحية والأخلاق الحميدة، فبذلوا أنفسهم وأموالهم فداءً لهذا الدِّين الحَنِيف، وهؤلاء هُم الصَّحابَة رضى الله عنهم الذين هم خير البَرِيَّة بعد الأنبياء والمرسلين، فرضى عنهم ورضوا عنه، فهم الذين بذلوا الأموال والأنفس، وتفرقت دماؤهم فى الغَزَوات، والسَّرايا، والمَعارِكن والأقطار، يدافعون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويَرْفَعُون راية لا إله إلا الله، حتى اسْتَنارَتْ بهم المَعْمُورَة، واندَحَر الكُفْر والشِّرْك، وحَفِظُوا لهذه الأُمَّةِ كِتابَ اللهِ وسُنَّة نبيها -صلى الله عليه وسلم-، فكانوا أَحَقَّ بكلمة التَّقْوَى، قال تعالى ( وألْزَمَهُم كَلِمَةَ التَّقْوَى وكانُوا أَحَقَّ بِها وأهْلَها ) الفتح : 26 ، فَطُوبَى لِمَن أحَبَّهُم وَسَلَكَ سَبِيلَهُم، وتَرَضَّى عنهم، ويا وَيْلَ مَن أبغَضَهم أو أبغض بعضَهم.

واتفق أهل السنة على أن الصحابة -رضي الله عنهم- كلهم عُدُول، ولم يُخالف فى ذلك إلا شُذُوذ مِن المُبْتَدِعَة، وأتت هذه العَدالَة مِن تَزْكِيَة اللهِ تعالى لهم فى الجُملة، فقال سبحانه:

فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) البقرة : 137 وقال:

( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ..) البقرة : 143

 وقال : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) آل عمران : 110

وزَكَّاهُم النبىُ -صلى الله عليه وسلم- فقال:

(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُم، ثم الذين يلونهم ........ ) متفق عليه . وقال: ( خير أُمَّتِى القَرْن الذى بُعِثْتُ فِيِه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ....... ) رواه مسلم

( لا تَسُبُّوا أصْحابِى، فَوَالذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أنَّ أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً، ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِم ولا نَصيفه ) متفق عليه . وقال:

( خير الناس القرن الذى أنا فيه، ثم الثانى، ثم الثالث ........ ) رواه مسلم

 

قال الطبرى فى كتاب الرياض النضرة فى مناقب العشرة:

( فالسعيد من تولى جملتهم، ولم يفرق بين أحد منهم، واهتدى بهديهم، والشقى من تعرض للخوض فيما شجر بينهم، واقتحم خطر التفريق بينهم، وأتبع نفسه هواها فى سب أحد منهم )

قال الإمام الطَّحاوِى –رحمه الله تعالى- فى بيان عقيدة أهل السنة والجماعة:

( ونحب أصحاب محمد، ولا نفرط فى حب أحد منهم، ونُبْغِض من يبغضهم، وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق وعصيان )

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- فى العقيدة الواسطية:

( ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما وصفهم الله به فى قوله تعالى ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غِلاً للذين ءَامنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) الحشر : 10

 

ويقول أيضا -رحمه الله تعالى- فى الواسطية:

( ويُقِرُّونَ بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب -رضي الله عنه- وغيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر وَيُثَلِّثُونَ بعثمان وَيُرَبِّعُونَ بِعَلِىّ رضى الله عنهم )

 

قال ابن كثير -رحمه الله تعالى- فى كتابه الباعث الحثيث:

( والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لِمَا أثنى الله عليهم فى كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية فى المدح لهم فى جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغبة فيما عنده من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل. وأما ما شجر بينهم بعده عليه الصلاة والسلام، فمنه ما وقع على غير قصد، كيوم الجَمَل، ومنه ما كان اجتهاد، كيوم صِفِّين، والاجتهاد يخطئ ويصيب، ولكن صاحبه معذور وإن أخطأ، ومأجور أيضا. أما المصيب فله أجران اثنان )  وقول المعتزلة : الصحابة كلهم عدول إلا مَن قاتل عليا قول باطل مرذول ومردود )

وقال أيضا -رحمه الله تعالى- فى نفس الكتاب:

( وأما طوائف الروافض ( غُلاة الشيعة ) وجهلهم وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كَفَرُوا إلا سبعة عشر صحابيا، وسَمَّوْهُم : فهو من الهذيان بلا دليل، إلا مجرد الرأى الفاسد، عن ذهن بارد، وهَوَىً مُتَّبَع، وهو أقل من أن يُرَدّ. والبرهان على خلافه أظهر وأشهر، مما عُلِمَ من امتثالهم أوامره بعده عليه الصلاة والسلام، وفتحهم الأقاليم والآفاق، وتبليغهم عن الكتاب والسنة، وهدايتهم الناس إلى طريق الجنة، ومواظبتهم على الصلوات والزكوات وأنواع القُرُبات، فى سائر الأحيان والأوقات، مع الشجاعة والبراعة، والكرم والإيثار، والأخلاق الجميلة التى لم تكن فى أمة من الأمم المتقدمة، ولا يكون بعدهم مثلهم فى ذلك، فرضى الله عنهم أجمعين، ولعن مَن يتهم الصادق ويصدق الكاذبين. آمين يا رب العالمين )

 

أهل السنة والجماعة:

هم من كانوا على مِثل ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، قولا وعملا واعتقادا، وسُمُّوا بهذا الاسم لتمسكهم بالسنة واجتماعهم عليها.

ولقد ظهرت فرق ضالة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، وتنبأ بأن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة. فقال -صلى الله عليه وسلم-:

( والذى نفس محمد بيده لتفترقن أمتى على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة فى الجنة، واثنان وسبعون فى النار ) رواه ابن ماجه عن مالك بن عوف وصححه الألبانى.

وقال: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة، كلها فى النار إلا واحدة. قالوا : مَن هى يا رسول الله ؟ قال : الجماعة ) أخرجه الحاكم وابن ماجه وصححه الألبانى.

وَنَظَراً لِما يحاول الكثيرُ فى البُلدان مِن نشر المذهب الشيعى، ويبذلون الغالي والنفيس فى الدعوة إلى مذهبهم، وإلى الحملات المستمرة من جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فى الدعوة إلى التشيع، وتلبيس الحق بالباطل، وقد تعاطف كثير ممن لا علم له بالشيعة وعقائدهم الباطلة، وحِيَلهم الزائفة المزينة بلباس الصلاح والتَّقِيَّة التى هى دين عندهم، أردت أن اُدْلِى بِدَلْوِى وأبين ما لابد منه، إبراءً للذِّمَّة وإحقاقا للحق، عن هذه الفرقة الضالة التى خالفت قلبا وقالبا وظاهرا وباطنا أهلَ السنة والجماعة، عقيدة وقولا وعملا، وما هذا افتراء ولا عصبية ولا حَمِيَّة؛ وإنما هو عَرْضٌ ومُقارَنَة مُنْصِفَة، ووضع الأمور فى نِصابها الصحيح، وذلك بوضع الشيعة على ميزان الكتاب والسنة. فالله وحده الموفق لما أَرْنُو إليه.

 

التعريف بالشيعة وفِرَقِهم:

الشيعة لغة: الأنصار والأعوان. وشيعة كل رجل أنصاره وأعوانه، وقد أُطْلِقَ اسم الشيعة على الذين نصروا عليا رضى الله عنه وحاربوا معه. فالشيعى هو الذى قَدَّمَ عليا -رضي الله عنه-  على عثمان -رضي الله عنه- ( ذكره صاحب كتاب الفَرْق بين الفِرَق )

ثم افترقت الرافضة بعد زمان على -رضي الله عنه- إلى أربعة أصناف هى:

الزَّيْدِيَّة – الإمامِيَّة – الكَيْسانِيَّة – الغُلاة . ثم افترقت الزيدية فِرَقا، والإمامية فرقا، والغلاة فرقا. كل فرقة تُكَفِّر سائرها، وجميع الغلاة خارجون عن فرق الإسلام. وأما فرق الزيدية وفرق الإمامية فمعدودون من فرق الأمة. ثم قال صاحب كتاب ( الفرق بين الفرق ):

هؤلاء الإمامية المخالفة للزيدية والكيسانية والغلاة : خمس عشرة فرقة هى:

المحمدية، والباقرية، والناووسية، والشَّمَيْطية، والعمارية، والإسماعيلية، والمباركية، والموسوية، والقطعية، والاثنا عَشَرية، والهامشية من أتباع هشام بن الحكم أو من أتباع هشام بن سالم الجواليقى، والزُّرارية من أتباع زُرارة بن أعين، واليونسية من أتباع يونس القُمِّى، والشيطانية من أتباع شيطان الطاق، والكامِلية من أتباع أبى كامِل، وهو أفحشهم قولا فى عَلِىّ رضى الله عنه، وفى سائر الصحابة -رضى الله عنهم-.

فهذه عشرون فرقة من فرق الروافض منها: ثلاث زيدية، وفرقتان من الكيسانية، وخمس عشرة فرقة من الإمامية.

فأما غُلاتهم الذين قالوا بإلهية الأئمة وأباحوا مُحَرَّمات الشريعة وأسقطوا وجوب الفرائض كالبيانية، والمغيرية، والجناحية، والمنصورية، فليس هؤلاء من فرق الإسلام، وإن كانوا منتسبين إليه.

والرافضة الإمامية أربع وعشرون فرقة، وإنما سُمُّوا رافضة؛ لأنهم رفضوا إمامة أبى بكر وعمر رضى الله عنهما.

وهم مُجْمِعُونَ على أن النبى- صلى الله عليه وسلم- نَصَّ على اسْتِخْلاف عَلِىّ بن أبى طالب -رضي الله عنه- باسمه وأظهر ذلك وأعلنه، وأن أكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاة النبى -صلى الله عليه وسلم-، وأن الإمامة لا تكون إلا بنص وتوقيف، وأنه جائز للإمام فى حالة التَّقِيَّة أن يقول إنه ليس بإمام، وأبطلوا جميعا الاجتهاد فى الأحكام، وزعموا أن عَلِيَّاً كان مُصِيباً فى جميع أحواله.

فالتشيع الأول بدأ كحزب يرى أحقية على بن أبى طالب فى الخلافة، ثم تطور حتى أصبح فرقة عقائدية وسياسية انضَوَى تحت لوائها كل من أراد الكيد للإسلام والدولة المسلمة، حتى أن المتتبع للتاريخ الإسلامى لا يكاد يرى ثورة أو انفصالا عن الدولة الإسلامية الأم، أو مشكلة عقائدية إلا وكان الشيعة بفرقها المتعددة وراءها أو لهم ضِلعٌ فيها. ولهذا اصطبغ التاريخ الإسلامى بكثير من الثورات والتمزق، ونظرا لوجود عناصر مُنْدَسَّة بين المسلمين يهمها استمرار هذا الخلاف، فإن المشكلة لم تنته، بل استمر الخلاف، وكاد التشيع أن يكون دِيناً مُختلفاً عن الإسلام تماما، وقد استغلت الدوائر الغربية والمستشرقون هذا الخلاف لتصوير المسلمين شِيَعا وأحزابا متناحرة. بل يقارنونه بالمسيحية التى بلغت فرقها المئات ( الموسوعة الميسرة فى الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة )

فالشيعة الإمامية الاثنا عشرية هم تلك الفرقة من المسلمين الذين زعموا أن عليا هو الأحق فى وراثة الخلافة دون الشيخين وعثمان رضى الله عنهم أجمعين، وقد أُطْلِقَ عليهم الإمامية؛ لأنهم جعلوا من الإمامة القضية الرئيسية التى تشغلهم، وسُمُّوا بالاثنى عشرية؛ لأنهم قالوا باثنَى عشر إماما، دخل آخرُهُم السرداب بِسامُرَّاء على حد زعمهم. كما أنهم القسم المقابل لأهل السنة والجماعة فى فكرهم وآرائهم المتميزة، وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعم العالم الإسلامى.

 

التأسيس وأبرز الشخصيات وأشهر علماء الشيعة:

أبرز شخصيات الاثنا عَشَرِيَّة ( الإمامية ) هم الاثنا عشر إماماً، يتسلسلون على النحو التالى:

1- على بن أبى طالب رضى الله عنهم الذى يلقبونه بالمُرْتَضَى، رابع الخلفاء الراشدين، وصِهْر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مات غِيلَة حينما أقدم الخارِجِىّ ( عبد الرحمن بن ملجم ) على قتله فى مسجد الكوفة فى 17 من شهر رمضان سنة 40 هـ.

2- الحَسَن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما، ويلقبونه بالمُجْتَبَى ( 3 – 50 هـ )

3- الحُسَيْن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما، ويلقبونه بالشَّهِيد ( 4 – 61 هـ )

4- على بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب ويلقبونه بالسَّجَّاد ( 38 – 95 هـ )

5- محمد بن باقر بن على بن زين العابدين، ويلقبونه بالباقِر ( 57 – 114 هـ )

6- جعفر الصادِق بن محمد الباقر، ويلقبونه بالصادِق ( 83 – 148 هـ )

7- موسى الكاظِم بن جعفر الصادق، ويلقبونه بالكاظِم ( 128 – 183 هـ )

8- عَلِىّ الرِّضا بن مُوسَى الكاظِم، ويلقبونه بالرِّضَى ( 148 – 203 هـ )

9- محمد الجَواد بن على الرضا، ويلقبونه بالتَّقِىّ ( 195 – 220 هـ )

10- عَلِىّ الهادى بن محمد الجواد، ويلقبونه بالنَّقِىّ ( 212 – 254 هـ )

11- الحَسَن العَسْكَرِى بن على الهادى، ويلقبونه بالزَّكِىّ ( 232 – 260 هـ )

12- محمد المَهْدِىّ بن الحسن العسكرى، ويلقبونه بالحُجَّة القائم المُنتَظَر ( 256 - ..... )

فهم بزعمون بأن الإمام الثانى عَشَر قد دخل سِرْداباً فى دار أبيه ولَمْ يَعُد، وقد اختلفوا فى سِنِّهِ وقت اختفائه، فقيل : أربع سنوات، وقيل ثمانى سنوات، غير أن معظم الباحِثِين يَذْهَبُون إلى أنه غير موجود أصلا، وإنه من اختِراعات الشيعة، وَيُطْلِقُونَ عليه لقب ( المَعْدوم أو المَوْهُوم )

 

ومِن شخصياتهم البارِزَة تاريخياً:

1- ( عبد الله بن سَبَأ ) وهو يهودى من اليمن. أظهر الإسلام، ونقل ما وجده فى الفِكْر اليهودى إلى التشيع، كالقول بالرَّجْعَة، وعدم الموت، وملك الأرض، والقدرة على أشياء لا يقدر عليها أحد من الخَلْق، والعِلْم بما لا يعلمه أحد، وإثبات البَداء والنسيان على الله -عز وجل-. تعالى الله عما يقولون عُلُوَّاً كبيرا. وقد كان يقول فى يهوديته بأن ( يُوشَع بن نُون ) وَصِىّ موسى عليه السلام، فقال فى الإسلام بأن علياً رضى الله عنه وَصِىّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، تَنَقَّلَ من المدينة إلى مصر والكوفة والفُسطاط والبَصْرَة، وقال لِعَلِىّ : ( أنتَ أنتَ ) أى : أنتَ الله. مما دَفَعَ عليا رضى الله عنه إلى أن يَهُمَّ بقتله، لكن عبد الله بن عباس نصحه بأن لا يفعل، فنفاه إلى المدائِن.

2- منصور بن أحمد بن أبى طالب الطبرسى ( ت : 588 هـ )، وهو صاحب كتاب  ( الاحتجاج )، طُبِعَ فى إيران سنة 1302 هـ

3- الكُلِّينِى صاحب كتاب ( الكافى ) المطبوع فى إيران سنة 1278 هـ ، وهو عندهم بمنزلة كتاب ( صَحِيح البُخارِىّ ) عند أهل السُّنَّة، ويزعمون بأن فيه 16199 حديثاً.

4- الحاج مِيرزا حسين بن محمد تقى النورى ( ت : 1320 هـ )، والمدفون فى المشهد المرتضوى بالنَّجَف، وهو صاحب كتاب ( فصل الخِطاب فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب )، يزعم فيه بأن القرآن قد زِيِد فيه ونقص منه. ومِن ذلك ادِّعاؤهُم فى سورة الشَّرْح نقص عبارة ( وَجَعَلْنا عَلِيَّاً صِهْرَكَ ) معاذ الله أن يكون ادعاؤهم هذا صحيحاً، وقد طُبِعَ هذا الكتاب فى إيران سنة 1289 هـ

5- آية الله المامقانى صاحب كتاب ( تنقيح المقال فى أحوال الرجال ) وهو لديهم إمام الجَرْح والتعديل، وفيه يُطْلِق على أبى بكر، وعمر رضى الله عنهما لقب الجِبْت والطَّاغُوت، وطبع هذا الكتاب بالمطبعة المُرْتَضَوِيَّة بالنَّجَف سنة 1352 هـ

6- أبو جعفر الطُّوسِى صاحب كتاب ( تهذيب الأحكام )

7- محمد بن مُرْتَضَى المَدْعُو مُلَّا مُحْسِن الكاشانى، صاحب كتاب ( الوافِى )

8- محمد بن الحسن الحُر العامِلِىّ، صاحب كتاب ( وسائل الشيعة إلى أحاديث الشريعة )

9- محمد بن باقر بن الشيخ محمد تقى المعروف بالمَجْلسى صاحب كتاب ( بحار الأنوار فى أحاديث النبى والأئمة الأطهار )

10- فتح الله الكاشانى، صاحب كتاب ( منهج الصادقين )

11- ابن أبى الحديد، صاحب كتاب ( شرح نهج البلاغة )

12- آية الله الخُمِينِى وهو من رِجالات الشِّيعَة فى العصر الحديث، قاد ثورة شيعية فى إيران تسلمت زِمام الحُكْم، وله كتاب ( كشف الأسرار ) وكتاب ( الحكومة الإسلامية )، وقد قال بفكرة ولاية الفَقِية، وبالرغم من أنه رفع شِعارات إسلامية عامة فى بداية الثورة، إلا أنه ما لَبِثَ أن كَشَفَ عن نَزْعَة شيعية مُتَعَصِّبَة ضيقة، ورغبة فى تصدير ثورته إلى بقية العالم الإسلامي، فقد اتَّخَذَ إجراءات أدَّى بعضها مع أسباب أخرى إلى قيام حرب مع العراق استمرت ثمانى سنوات.

13- الشهرستانى، ويوسف البحرانى، ومحمد حسن النجفى، والسيد نعمة الله الجزائرى، والسيد أبو القاسم الخوئى.

 

أشهر كُتُب الشيعة:

موسوعة وسائل الشيعة – كتاب الوافى – كتاب جامع الأخبار – كتاب مصباح الهداية – كتاب الحكومة الإسلامية – كتاب تحرير الوسيلة – كتاب أعيان الشيعة – كتاب الكافى – كتاب وظيفة الأنام فى غَيْبَة الإمام – كتاب هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار – كتاب كشف الحقائق – كتاب النهاية فى مجرد الفقه والفتاوى – كتاب جواهر الكلام – كتاب الحدائق الناضرة – كتاب التهذيب – كتاب تحفة العوام – كتاب بصائر الدرجات – كتاب كامل الزيارات )

 

الدُّول التى ينتشر فيها المذهب الشيعى:

وهى : إيران – إندونيسيا – أوغندة – سنغافورة – نيجيريا – لبنان – العراق. ويحاول الشيعة نشر المذهب الشيعى فى العالم أجمع، لاسيما الدول العربية، كالبحرين، وقطر، والكويت، والإمارات، والسودان، ومصر، وغيرهم. لكن يتصدى الكثير من علماء أهل السنة والجماعة لهم، ويناظرونهم، ويلقون المحاضرات، ويؤلفون الكتب لصد دعوات هذا المذهب.

 

أشهر علماء السنة الذين رَدُّوا على الشيعة:

منهم شيخ الإسلام بن تيمية، والعلَّامَة محمود الألُوسِى، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، والدكتور على أحمد سالوس، د/ إحسان إلهى ظهير، ومُحِب الدين الخطيب، وغيرهم، ومنهم الأستاذ الجامعى/ أحمد مير قاسم بن مير أحمد الكَسْرَوِى، الذى وُلِدَ فى إيران، وتولى عِدَّة مناصب قضائية، وقد قَتَلَه الشيعة؛ لأنه فَضَحَ مذهبهم، وهذا الرجل كان أحد كِبار مُفَتشى وزارة العدل، ثم تولى منصب المُدَّعِى العام فى طهران، وكان يشتغل مُحَرِّراً لجريدة ( برجم ) الإيرانية، وكان يجيد اللغة العربية، والتركية، والإنجليزية، والفارسية، والفارسية القديمة -رحمه الله تعالى- وله مؤلفات كثيرة منها كتاب ( التشيع والشيعة ) والذى أوضح فيه بُطْلان المذهب الشيعى، فأخذ خُصُومه يتهمونه بمخالفة الإسلام، ورفعوا ضده شكوى إلى وزارة العدل، ودُعِىَ إلى التحقيق معه، وفى آخر جلسة من جلسات التحقيق أُطْلِقَ عليه الرصاص، وطُعِنَ بخنجر فمات وبه تسعة وعشرون جُرْحاً. وقتله شيعى متعصب اسمه نواب. ونقل هذا الخبر الصُّحَفِىّ المِصْرِىّ مُوسَى صَبْرِى فى مقابلة أجراها مع القاتل ونشرتها جريدة الأنباء الكويتية بتاريخ 16 / 6 / 1990 م ، ومن الشيوخ المعاصرين الشيخ  / عثمان الخميس، والشيخ / عدنان عرعور، جزاهم الله خيرا.

فالشيعة يجاهدون لنشر المذهب الشيعى بين عوام أهل السنة، والتصدى لهم قليل وهذا يرجع إلى شيئين:

الأول: الجهل ونقص فى المعلومات عن الشيعة.

الثانى: دهاء ومكر علماء الشيعة بناء على عقيدة التَّقِيَّة والكِتْمان.

 

التَّقِيَّة عند الشيعة:

فالتقية هى إظهارهم الحب والمودة لأهل السنة، فينخدع سليم القلب بظاهرهم، وهم يُغَرِّرُوُنَ بالجهلة والمغفلين من المسلمين. زاعمين أن التقية ذُكِرَتْ فى كتاب الله تعالى فى قوله ( إلا أن تتقوا منهم تُقاةً ... ) آل عمران : 28 . لكن تفسير الآية الكريمة خلاف ما يزعمون. فالتقية هى دين الشيعة، وهو النفاق بعينه، وإظهار خلاف ما يبطنه الشيعة لأهل السنة.

قال الخُمينى فى كتاب الرسائل ( 2 / 201 ) ما نصه: ثم إنه لا يتوقف جواز هذه التقية، بل وجوبها عند الخوف على نفسه أو غيره.

وقال شيخهم ورئيس مُحَدِّثِيهم محمد بن على بن الحسين الملقب بالصدوق فى رسالة الاعتقادات ص 104 : واعتقادنا فى التقية أنها واجبة، مَن تركها كان بمنزلة مَن ترك الصلاة .... والتقية واجبة، لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فَمَن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله وعن دين الإمامية، وخالف اللهَ ورسولَه والأئمة. والمقصود بالقائم هو إمامهم الثانى عشر المزعوم.

وروى الكُلِّينِي فى كتابه الكافِى ( 2 / 217 ) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أبى عليه السلام يقول: أَبَى اللهُ عز وجل لنا ولكم فى دينه إلا التقية.

وروى الحُر العاملي فى كتابه وسائل الشيعة ( 11 / 473 ) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: التقية من أفضل أعمال المؤمنين.

 

عقائد الشيعة فى الإسلام والمسلمين:

فالجذور العقائدية والفكرية انعكست عليهم معتقدات الفُرْس الذين يَدِينُونَ لهم بالمُلك والوراثة، وقد ساهم الفُرْس فيه لينتقموا من الإسلام الذى كسر شوكتهم باسم الإسلام ذاته. واختلط الفِكْر الشيعى بالفِكْر الوافِد من العقائد الأسيوية، كالبوذية، والمانوية، والبرهمية، وقالوا بالتناسخ وبالحلول، كما استمد التشيع أفكاره من اليهودية التى تحمل بصمات وثنية آشُورِيَّة وبابِلية، وأقوالهم فى على بن أبى طالب وفى أئمة أهل البيت تلتقى مع أقوال النَّصارَى فى عيسى عليه السلام، ولقد شابهوهم فى كثرة الأعياد، وكثرة الصُّوَر، واختلاق خوارِق العادات وإسنادها إلى الأئمة. فمجموع عقائدهم التى دَوَّنُوها فى كُتُبهم هى :

كفر مَن لا يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر:

فيرى الشيعة أن الإمامة أصل من أصول الدين، وأن النبى -صلى الله عليه وسلم- نصَّ على اثْنَى عَشَر إماما. فانظر ماذا يقولون فى كتبهم :

يقول رئيس مُحَدِّثِيهم محمد بن على بن الحسين بن بابويه القُمى الملقب عندهم بالصدوق فى رسالة الاعتقادات ص 103 : يقول النبى -صلى الله عليه وسلم- ( الأئمة من بعدى اثنى عشر أولهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وآخرهم القائم ( المهدى المنتظر ) طاعتهم طاعتى ومعصيتهم معصيتى، مَن أنكر واحداً منهم قد أنكرنى )

ويقول حكيمهم ومحققهم وفيلسوفهم محمد محسن المعروف بالفيض الكاشانى فى كتابه منهاج النجاة ص 48 : ومن جحد إمامة أحدهم ـ أى الأئمة الاثنى عشر ـ فهو بمنزلة مَن جحد نُبُوَّة جميع الأنبياء.

وقال النجفى فى كتابه جواهر الكلام ( 6 / 62 ) : والمخالف لأهل الحق كافر بلا خلاف بيننا أى مُنْكِر الولاية كافر بلا خلاف، أى أن أهل السنة كفار عند الشيعة بلا خلاف.

وعند الشيعة أن كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان، وعن اقتراف الكبائر والصغائر، وأن كل إمام من الأئمة أُودِعَ العِلم من لَدُن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما يكمل الشريعة، وهو يملك عِلْماً لَدُنِّياً، ولا يوجد بينه وبين النبى من فَرْقٍ سوى أنه لا يُوحَى إليه، وقد استودعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرارَ الشَّرِيعَة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم.

ومن عقائد الشيعة أنه يجوز أن تجرى خوارق العادات على يد الإمام، ويسمون ذلك معجزة، وإذا لم يكن هناك نص على إمام من الإمام السابق عليه وجب أن يكون إثبات الإمامة فى هذه الحالة بالخارِقَة. ويَرَوْنَ أن الزمان لا يخلو من حُجَّة للهِ عقلاً وشَرْعاً، ويترتب على ذلك أن الإمام الثانى عشر قد غاب فى سردابه كما زعموا، وأن له غَيْبَة صغرى، وغَيبة كبرى، وهذا من أساطيرهم.

ويعتقد الشيعة أن الحسن العسكرى سيعود فى آخر الزمان عندما يأذن الله له بالخروج، وكان بعضهم يقف بعد صلاة المغرب بباب السرداب، وقد قدموا مركبا، فيهتفون باسمه، ويدعونه للخروج، حتى تشتبك النجوم، ثم ينصرفون ويرجئون الأمر إلى الليلة التالية، ويقولون بأنه حين عودته سيملأ الأرض عدلاً كما مُلِئَتْ جَوْراً وظُلْماً، وسيقتص من خصوم الشيعة على مدار التاريخ، ولقد قالت الإمامية قاطِبَة بالرجعة، وقالت بعض فرقهم الأخرى برجعة بعض الأموات.

ويعتقد الشيعة بوجود مصحف لديهم اسمه مصحف فاطمة (1) ويروى الكلينى فى كتابه الكافى فى صفحة 57 طبعة سنة 1278 هـ عن أبى بصير أى جعفر الصادق: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، واللهِ ما فيه حرف واحد من قُرْآنكم.

 

 

---------------------------------------------------------------------------------------

(1)   ينكر بعض الشيعة المعاصرون مصحف فاطمة والبراءة من الخلفاء، وبعض الأمور الأخرى التى وردت فى هذا التعريف، لكن موجودة فى كتبهم، ولم يتبرأ منها علماؤهم على رؤوس الأشهاد وبين الشيعة أنفسهم، مما يوحِى أن هذا الإنكار من باب التقية التى يطبقونها مع الفرق الإسلامية الأخرى مثل التظاهر بأداء بعض العبادات علانية ومخالفتها سِرَّاً.

ويتبرأ الشيعة الإمامية أيضا من الخلفاء الثلاثة أبى بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، وينعتونهم بأقبح الصفات لأنهم ـ كما يزعمون ـ اغتصبوا الخلافة دون عَلِىّ الذى هو أحق منهم بها، كما يبدؤون بلعن أبى بكر وعمر بدلا من التسمية فى كل أمر ذى بال، وهم ينالون كذلك من كثير من الصحابة باللعن، ولا يتورعون عن النَّيْل مِن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.

كما غالَى بعض الشيعة فى على -رضى الله عنه- فرفعوه إلى مرتبة الألُوهية كالسَّبَئِيَّة، وبعضهم قالوا: إن جبريل قد أخطا فى الرسالة فنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- بَدَلاً مِن أن ينزل عَلَى عَلِىّ؛ لأن عَلِيَّا يشبه النبى صلى الله عليه وسلم، كما يشبه الغُراب الغُراب، ولذلك سُمُّوا بالغُرابِيَّة. ويرى بعض الشيعة بأن مُتْعَة النساء ( زواج المتعة ) أو ( الزواج المؤقت ) خير العادات وأفْضَل القُرُبات، مُسْتَدلين على ذلك بقوله تعالى ( فما استمتعتم به منهن فآتُوهُنَّ أُجُورَهُن فريضة ) النساء : 24 ، وقد حَرَّمَ الإسلام هذا الزواج الذى تشترط فيه مدة محدودة، فيما يشترط معظم أهل السنة وجوب استحضار نية التأبيد، ولزواج المتعة آثار سلبية كثيرة على المجتمع تبرر تحريمه.

كما يحتفل الشيعة بــ ( عيد غدير خم ) وهو عيد لهم يصادف اليوم الثامن من شهر ذى الحِجَّة، ويفضلونه على عِيدَىّ الأضحى والفِطْر، ويسمونه بالعيد الأكبر، وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة، وهو اليوم الذى يَدَّعُونَ فيه بأن النبى قد أوْصَى فيه بالخلافة لِعَلِىّ من بعده.

كما يُعَظِّمُونَ عيد النَّيْرُوز، وهو من أعياد الفُرْس، وبعضهم يقول: غُسْل يوم النيروز سُنَّة، ولهم عيد يقيمونه فى اليوم التاسع من ربيع الأول، وهو عيد أبيهم ( بابا شُجاع الدين ) وهو لقب لَقَّبُوا به ( أبا لؤلؤة المَجُوسِىّ ) الذى أقدم على قتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

كما يقيم الشيعة حفلات العَزاء والنياحَة والجَزَع وتصوير الصور وضرب الصدور، وكثير من الأفعال المُحَرَّمَة التى تصدر عنهم فى العَشْر الأُوَل من شهر محرم، معتقدين بأن ذلك قُرْبَة إلى الله تعالى وأن ذلك يُكَفِّر سيئاتهم وذنوبهم، ومَن يزورهم فى المَشاهِد المُقَدَّسَة فى كربلاء والنَّجَف فسيرى من ذلك العَجَب العُجاب.

والشيعة يُؤَوِّلُونَ القُرآنَ بغير مُراده تَبَعاً لمعتقدهم، فيقول عَلَّامَتُهُم محمد باقر المجلسي قى كتاب ( منازل الآخرة ) ص150 : وهذه العَقَبات كلها على الصراط، واسم كل عَقَبَة منها الولاية، يُوقَف جميع الخلائق عندها فَيُسْألُونَ عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام مِن بعده، فَمَن أَتَى بها نَجا وجاوَزَ، ومَن لَمْ يَأْتِ بها بَقِىَ فَهَوَى، وذكر قوله تعالى ( وَقِفُوهُم إنَّهُم مَسْئُولُونَ ) الصافات : 24

ويقول الخُمِينِى فى كتابه ( الأربعون حديثا ) ص512 : وولاية أهل البيت عليهم السلام شرط فى قَبُول الأعمال عند الله سبحانه وتعالى؛ بل هو شرط فى قبول الإيمان بالله والنبى الأكرم صلى الله عليه وسلم.

وقال المفيد وهو أحد مشايخهم فى المسائل نقلا عن كتاب ( بحار الأنوار للمجلسى ) 23 / 391 : اتفقت الإمامية على أن مَن أنكَرَ إمامة أحد الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى له مِن فرض الطاعة فهو كافر مُسْتَحِق للخلود فى النار.

 

النَّواصِب فى معتقَد الشيعة هم أهل السنة والجماعة:

النواصب عند الشيعة هم: الذين يَنْصِبُونَ العداوة للأئمة الاثنى عشر، وهم الذين يُقَدِّمُونَ أشخاصاً عَلَى عَلِىّ رضى الله عنه، والنواصب عندهم أنْجاس، دَمُهم ومالهم مُباح. ويُسَمُّونَ أبا حَنِيفَة رحمه الله تعالى ناصِبِىّ؛ لأنه يُقَدِّم أبا بكر وعُمَرَ وعُثْمان عَلَى عَلِىّ رضى الله عن الجميع.

يقول الشيخ الشيعى على آل محسن فى كتابه ( كشف الحقائق ) ص249 : وأما النواصب من علماء السنة فكثيرون أيضا، منهم ابن تيمية، وابن كثير الدمشقى، وابن الجَوْزِى، وشمس الدين الذَّهَبِىّ، وابن حَزْم الأندلسى ... وغيرهم.

وعندهم أيضا أن النواصب فى العباد كثيرون منهم: أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعائشة، وأنس بن مالك، وحسان بن ثابت، وسعد بن أبى وقاص، والإمام الأوزاعى، ومالك، والبخارى، والزهرى، والشيخ حامد الفِقِى رئيس أنصار السنة المحمدية فى مصر رحمه الله، والشيخ محمد رشيد رِضا، ومُحِبّ الدين الخَطيب، وغيرهم.

وعندهم البخارى ومسلم مُحَدِّثين طرق العامَّة، فالعامَّة عندهم هم أهل السنة، وعلى هذا فالناصِب يُطْلَق عندهم على كل أهل السنة.

ويقول صاحب كتاب ( الشيعة هم أهل السنة ) فى فصل بعنوان ( عداوة أهل السنة لأهل البيت تكشف عن هُويتهم ) يقول:

تَمَعَّن فى هذا الفصل فإنك ستعرف خفايا أهل السنة والجماعة إلى أى مَدَىً وصل بهم الحِقْد على عِتْرَة النبى، فَلَم يتركوا شيئا من فضائل أهل البيت عليهم السلام إلا حَرَّفُوه.

ويقول فى الصفحة رقم 300 من نفس الكتاب:

نلاحظ أنهم ـ أى أهل السنة ـ يقفون مِن قَتَلَة الحُسَيْن موقف الرَّاضِى الشَّامِتْ، ولا يُسْتَغْرَب منهم ذلك، فَقَتَلَة الحسين كلهم من أهل السنة والجماعة.

فلا شَكَ أن هذا كَذِب وافتراء على أهل السنة، فالسبب فى قتل الحسين هم الشيعة أنفسهم فقد احتز رأسه شمّر بن ذى الجوشن، وقيل سِنان بن أنس النخغى.

فهذا مجتهدهم الأكبر آية الله العظمى محسن الأمين يروى فى كتاب ( أعيان الشيعة ) 1 / 26 عن أبى جعفر محمد بن على الباقر، وهو يذكر المسئول عن دم سِبْط رسول الله فيقول : فبويع الحسنُ ابنُه فَعُوهِدَ ثم غُدِرَ به، وأُسْلِمَ ووثَبَ عليه أهل العراق حتى طُعِنَ بَخِنْجَر فى جَنْبِه، وانْتُهِبَ عَسْكَره، ثم بايع الحسينَ عشرون ألفاً غَدَروا به، وخرجوا عليه وبيعته فى أعناقهم فقتلوه.

وأهل العراق هؤلاء من الشيعة وليسوا من أهل السنة. فقد ذكر صاحب كتاب ( الفرق بين الفرق ) عبد القاهر البغدادى رحمه الله تعالى ص57 ، 58 قال:

روافض الكوفة موصوفون بالغدر والبخل، والمشهور من غدرهم ثلاثة أشياء:

أحدها: أنهم بعد قتل عَلِىّ رضى الله عنه بايعوا ابنه الحسن لينصروه على يزيد بن معاوية، ثم غدروا به فى ساباط المدائن، فطعنه سِنان الجعفى فى جَنْبِه فصرعه على فَرَسِه.

والثانى: أنهم كاتَبُوا الحسين بن على رضى الله عنهما وَدَعَوْه إلى الكوفة لينصروه على يزيد بن معاوية بن أبى سفيان فاغْتَرَّ بهم وخرج  إليهم، فلما بلغ كَرْبِلاء غدروا به حتى قُتِل الحسين وأكثر عشيرته بكربلاء وَاحْتُزَّ رأسُ الحسين ونُقِلَ إلى الخليفة يزيد بن معاوية بدمشق.

والثالث: غَدْرُهم بيزيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب بعد أن خرجوا معه على يوسف بن عمر، ثم نَكَثُوا بيعته وأسلموا عند اشتداد القتال حتى قُتِلَ وكان من أمره ما كان.

أما نحن أهل السنة والجماعة ندين بحب آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، الذين طَهَّرَهم الله عز وجل وأذْهَبَ عنهم الرِّجْس. قال تعالى ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب : 33

وروى البخارى من حديث شُعْبَة ومَهْدِى بن مَيْمُون عن محمد بن أبى يعقوب سمعت ابن أبى نعيم قال : سمعت عبد الله بن عمر، وسأله رجل من أهل العراق عن المُحْرِمِ يَقْتُلُ الذًّبابَ ؟ فقال : أهل العراق يسألون عن قَتْل الذباب وقد قَتَلُوا ابنَ رَسولِ الله، وقد قال رسول الله ( هما رَيْحانَتاىَّ فى الجَنَّةِ ) . وقال النبى صلى الله عليه وسلم ( الحسن والحسين سَيِّدا شَبابِ أهل الجَنَّةِ وأبوهما خَيْرٌ منهما ) صحيح الجامع للألبانى

 

إباحة دماء أهل السُّنَّة عند الشِّيعَة:

قال شيخهم محمد القُمِّىّ فى كتابه ( علل الشرائع ) ص601 : عن داود بن فرقد قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام : ما نقول فى قتل الناصب؟ قال : حلال الدَّم، ولكنى أتَّقِى عليكَ، فإن قَدَرْتَ أن تَقْلِبَ عليه حائِطاً أو تُغْرِقَه فى ماءٍ لكيلا يشهد به عليك فافعل. قلتُ : فما تَرَى فى مالهِ ؟ قال تَوِّه ما قَدَرْتَ.

ويقول الدكتور الهندى المسلم محمد يوسف النحرامى فى كتابه ( الشيعة فى الميزان ) ص7 والذى طُبِعَ فى مِصْرَ: إن الحروب الصليبية التى قام بها الصليبيون ضد الأمة الإسلامية، ليست إلا حلقة من الحلقات المُدَبَّرَة التى دَبَّرَها الشيعة ضد الإسلام والمسلمين، كما يَذْكُر ابنُ الأثِير وغيره من المؤرخين وإقامة الدولة الفاطِمِيَّة فى مصر، ومحاولتها تَشْوِيه صور السُّنِّيين.

ومن أراد معرفة جرائم الشيعة فى أهل السنة فى إيران فَلْيُراجِع كتاب ( ماذا يجرى لأهل السنة فى إيران ) لــ عبد الحق الأصفهانى، وكتاب ( أحوال أهل السنة فى إيران ) لـ  محمد غَريب.

 

نَجاسَة أهل السنة عند الشيعة:

يقول محمد كاظم الطَّباطبائى فى كتابه ( العُرْوَة الوُثْقَى ): لا إشكال فى نجاسة الغُلاة والخوارج والنواصب.

فعند الشيعة أن الاثْنى عَشَرِىّ طاهر، وما عَدَاهُم أنجاس.

تحريم العمل عند أهل السنة والجماعة:

والمقصود بالعمل كالبَيْع، والشِّراء، والإكْراء، والصَّيْد، ونحو ذلك، وهدفهم من العمل مع أهل السنة هو إدخال المكروه عليهم والتَّشَفِّى فيهم.

 

لَعْنُهم مَوْتَى أهل السنة والجماعة عند حضور جنائِزهم:

قال شيخهم محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد فى كتاب ( المقنعة ) ص85 : ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يُغَسِّلَ مُخالِفاً للحق فى الولاية، ولا يُصَلِّى عليه، إلا أن تَدْعُوه ضرورة إلى ذلك من جِهَة التَّقِيَّة، فَغُسْله تَغْسيل أهل الخلاف، ولا يُتْرَك مع جَرِيدَة، وإذا صَلَّى عليه لَعَنَهُ، ولَمْ يَدْعُ له فيها. ومن الأدعية  (اللهم امْلأ جَوْفَه ناراً، وقَبْرَه ناراً، وَسلِّطْ عليه الحَيَّاتِ والعَقارِب )

 

صلاة التَّقِيَّة عندهم لِخِداع أهل السنة:

فالبعض ينخدع بصلاة الشيعة خلف أئمة أهل السنة، ويَظُنّ أن هذا دليلا على محبتهم لأهل السنة. فعندهم:

تبطل العبادة بدون ولاية الأئمة الاثنَى عَشَر واعتقاد إمامتهم.

عدم جواز الاقتداء بالمُخالِف فى الاعتقادات إلا تَقِيَّة.

عدم جواز الصلاة خلف المخالف.

وفى كتاب ( جامع أحاديث الشيعة) للبروجردى 6 / 418 قال: إنه يستحب للرجل أن يصلى الفريضة فى وقتها، ثم يصلى مع المخالف تقية، إماماً كان أو مأموماً، أو يجعلها نافلة، أو يريهم أنه يصلى ولا يصلى.

وسُئِلَ الخوئى عن الصلاة مع جماعة المسلمين، فأجاب: تَصِح إذا كانت تقية.

 

جواز اغْتِياب المخالِفين ( أهل السنة ):

فعند الشيعة يجوز اغتياب وهِجاء أهل السنة، وأن ذلك من أفضل الطاعات، وأكمل القربات، وَرَوَتْ الشيعة عن النبى صلى الله عليه وسلم، حديثا مَكْذُوباً أنه قال: ( إذا رأيتُم أهل البِدَع والرَّيْب من بَعْدِى، فأظْهِرُوا البَراءَة منهم، وأكثِرُوا من سَبِّهِم، والقول فيهم والوَقِيعَة )

الدِّين الحَق عند الشيعة هو مخالَفَة ما عليه أهل السنة:

فَهُم يَطْبَعُونَ فى كُتُبِهم الأخبار التى تُخالِف عقيدة أهل السنة، وعبادتهم، وَيَنْشُرُونَ الأكاذيب عنهم، ويُخالِفونهم فى كثير من الأمور العقائدية والتَّعَبُّدِيَّة.

 

جواز الحَلِف واليَمين الكاذِبَة تَقِيَّةً لِخِداع أهل السنة:

قال مرتضى الأنصارى فى رسالة التقية ص73 ، والخوئى فى شرح العروة الوثقى 4 / 278عن جعفر الصادق أنه قال : ( ما صنعتُم من شئ، أو حلفتم عليه من يمين فى تقية، فأنتم منه فى سَعَة )

 

قذف المسلمين:

روى المجلسى فى كتابه ( بحار الأنوار ) ج24ص311 عن الإمام الباقر أنه قال: ( والله يا أبا حَمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا، ما خلا شِيعتنا )

وقال الحافظ الشيعى رجب البرشى فى كتابه ( مشارق أنوار اليقين ) ص86 : ( إن عائشة جَمَعَتْ أربعين دِيناراً من خِيانَة، وفَرَّقَتْها عَلَى مُبْغِضِى عَلِىّ )

وقَذَفَها المجلسى وقال: إن عائشة وَعَلِىّ كانا يَنامانِ فى لِحافٍ واحِد وَفِراشٍ واحِد.

ويقولون: عَمَر خَبيث الأصل وَجَدَّتُه زانِيَة.

كما قذفوا عثمان رضى الله عنه أيضاً. قال عالم الشيعة زَين الدين النباطى فى كتابه ( الصراط المستقيم ) 3 / 30 : إن عُثْمان أتى بامرأة لِتُحَدّ ( يقام عليها الحَدّ )، فقارَبها ( جامَعَها ) ثم أمر بِرَجْمِها. وقال أيضا فى ص 31 نقلا عن الكلبى فى كتاب ( المثالب ) قال : كان عثمان مِمَّن يُلْعَب به ويتخنث، وكان يَضْرِب بالدُّف.

سَب وتكفير الشيعة للصحابة رضى الله عنهم:

فإن الشيعة يُؤَوِّلُونَ الآيات القرآنية الوارِدَة فى الكُفَّار والمنافقين بِخِيار الصحابة، ويُسَمُّونَ أبا بكر، وعمر صَنَما قُرَيْشٍ، وفرعون وهامان. وأَوَّلُوا قول الله تعالى ( ولا تتبعوا خُطُوات الشيطان ) البقرة : 191. قال العياشى فى تفسيره : وخطوات الشيطان: ولاية أبى بكر وعمر، وفى قوله تعالى ( وما كنتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُدا ) فى سورة الكهف بأبى بكر وعمر.

وفى قوله تعالى ( أو كَظُلُمات ) فى سورة النور. قالوا: فلان وفلان أى: أبا بكر وعمر. ( فى بَحْرٍ لُجِّىّ يَغْشاه مَوْجٌ ) يعنى عثمان. ( مِن فوقه موج ) طلحة والزبير ( ظلمات بعضها فوق بعض ) معاوية.

قال العلامة زين الدين النباطى فى كتابه ( الصراط المستقيم ) ج3ص129 : عمر بن الخطاب كان كافراً، يُبْطِن الكُفْرَ، ويُظْهِرُ الإسلام . وقد أفرد فَصْلَيْنِ فى كتابه سمَّاهُما : فصل فى أم الشُّرور عائشة، وفصل خَصَّصَه للطعن فى حفصة -رضى الله عنهما- . والشيعة هم قتلة عثمان أيضاً رضى الله عنه.

 

حقائق الشيعة:

إن الخُصومة المزعومة التى تظهر على سطح السياسة الدولية بين الأمريكان وإيران أو حزب الله؛ هى خصومة خادِعَة، ومَكْر خبيث، الهدف منها القضاء على كيان أهل السنة، واستئصال تاريخهم الذى بدأ بناؤه فى العهد الرَّاشِدِىّ الذى يُبْغِضُه مَن يَدَّعُونَ الإسلام ومحبة أهل البيت، هذا العهد الذى قضى على الدولة الفارسية، وأقام الحضارة الإسلامية التى أوقدت نار الحِقْد فى قلوب المنهزمين الذين كانوا يَتَرَبَّعُونَ على عَرْش إمبراطورية مُتَرامِيَة الأطراف، وقد كَشَّر المخطط الشيعى ضد أهل السنة فى العالم الإسلامى ومنه الدول العربية من عام 1979 م، الذى قامت فيه أول حكومة أعلنت تصدير سياستها للسيطرة على العالم الإسلامى، وبدأ بأحداث الاضطرابات فى مواسِم الحَجِّ، واسْتِضافَة عدد كبير من شباب أهل السنة للدراسة فى ( قُم ) ليعودوا إلى بُلْدانهم آياتٍ وَحُجَجاً، يُحْدِثونَ فيها فِتَناً واضطِراباً بين أهل السنة، وقد حصل ذلك فعلا، وانخدع بهم فى حينه كثير من أهل السنة فى الدول العربية وغيرها، ظَنَّاً منهم أن الخِلافَة الإسلامية التى ستجمع المسلمين فى كل الأقطار الإسلامية فى ظِلِّ رايتها قد آذَنَتْ بالرجوع إلى هذه الأمة، ثم اكتشفَ المُتَفائِلُونَ أن ما كانوا يظنونه ماءً ليس سَراباً بِقِيعَة فقط، بل هو مشروع لتصدير مذاهب بالقوة إلى المسلمين الذين استمروا فى السَّيْر على مذهب أهل السنة والجماعة المُسْتَنِد غلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى طَبَّقَه الجيل المباشر لِتَلَقِّى الهَدْى الرَّبَّانِىّ من القدوة الحسنة للأمة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم (1)

 

----------------------------------------------------------------------------------------

(1) الشيعة الخَطَر القادِم - الشيخ د/ طلعت زهران

هل مِن فُرْصَة للتقريب بين الشيعة وأهل السنة؟

كيف يمكن التقريب بين مَن يُؤمِن بتحريف كتاب الله تعالى، ويزعم بتنزيل كُتُب على أئمتهم بعد القرآن الكريم، ويرى الإمامة أعلى مِن النُّبُوَّة، والأئمة عندهم كالأنبياء أو أفضل، ويفسد عبادة الله وحده التى هى رسالة الرسل كلهم بغير معناها الحقيقى، ويزعم أنها طاعة الأئمة، وأن الشرك بالله طاعة غيرهم معهم، ويُكَفِّر خِيار الصحابَة، ويلعن زوجاتِه صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين، ويَحْكُم بِرِدَّةِ جميع الصحابة إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة على اختلاف رواياتهم، ويَشِذّ عن جماعة المسلمين بعقائد فى الإمامة والعِصْمَة والتَّقِيَّة، ويقول بالرَّجْعَة والغَيْبَة والبَداء ؟

كيف نتقارَب وهم يُشَكِّكُونَ فى هذا المُصْحَف الذى بين أيدينا، وذلك ثابت فى كُتُبهم، وسورة الولاية التى زَعَمُوا أنها من القرآن تفضحهم، وتُبَيِّن كَذِبَ ادِّعائهم، أَنُصَدِّقُ اللهَ الذى تَكَفَّل بحفظ كتابه فقال ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وإنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) الحجر : 9. أم نُصَدِّقهم ونَرْمِى كِتابَ اللهِ وراءَ ظُهُورنا ؟؟

كما جعلوا الصحابة كلهم مُرْتَدِّينَ كُفَّاراً، ولَم يستَثْنُوا منهم إلا قِلَّةً، كأبى ذَر، وبلال، والمِقْداد، وسَلْمان الفارِسِى رضى الله عنهم. فإذا سَبُّوا هؤلاء وكَفَّروهم، فَمَن الذى نَقَلَ إلينا الشَّرْعَ والقرآن والسنة إلا أولئك ؟ وكما قال بعض السَّلَف : هُم يريدون أن يُجَرِّحُوا شُهُودَنا، فإذا اعتقدنا ذلك فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والعياذ بالله ـ فكيف نَثِق بما نَقَلوه إلينا ؟ وكيف نُصَدِّقهم فيما قالوا ؟

كيف نتقارب مع الذين يَتَّهِمُونَ أُمَّنا عائشة رضى الله عنها وعن أبيها، بالزِّنَى، وحاشاها أن تَفْعَلَ ذلك، والله عز وجل بَرَّأها مِن فوق سَبعِ سموات، وأنزل فيها آياتٍ تُتْلَى إلى يوم القيامَة، وهم أَبَوْا إلا تَكذيب القرآن الكريم. والمُكَذِّب بالقرن كافر (1)

 

 

 

 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------

(1)           الشيعة الخَطَر القادِم - الشيخ د/ طلعت زهران


خاتمة

هذا ما تَيَسَّرَ جَمْعه وعرضه عن هذه الفرقة الضالة ( الشيعة ) واللهَ تعالى أَسْأَلُ أن يُبَصِّرَنَا َوُيُبَصِّرَ المسلمين جميعًا إلى ضلال تلك الفرقة، وأن يَرُدَّ كَيْدَهم فى نحورهم، وأن يُثَبتنا على منهج أهل السنة والجماعة اعْتِقَادًا، وقَوْلًا، وعَمَلًا، وَأَسْاَلُ اللهَ جَلَّ فى عُلاهُ أن يجعل هذا العمل خالِصًا لوجهه الكريم وابتغاء مرضاته، وأن يجعله فى ميزان الحسنات يوم القيامة، يوم لا ينفع مالٌ ولا بَنُونَ إلا مَن أتَى اللهَ بقلب سَلِيم وصَلَّى اللهُ على محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الأَخْيار الأَطْهار، وآخر دَعْوانا أَنِ الحمد للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ.

 

                                                                                   وكتبه؛

                                                                            الفقير إلى عفو ربه

                                                                    محمد حسن نور الدين إسماعيل

                                                                       عفا الله عنه وعن والديه

                                                        16  من شهر جمادى الآخرة عام 1434 هـ

                                                        27 من شهر أبريل عام 2013 م

 

مراجع البحث

 

- المُوْسُوُعَةُ المُيَسَّرَةُ فِي الأَدْيَانِ وَالمَذَاهِبِ وَالأَحْزَابِ المُعَاصِرَةِ.

- الشِّيِعَةُ الخَطَرُ القَادِمُ - الشِّيْخُ د/ طَلَعَتْ بْن عَبْدِ الرَّازِقِ زَهْرَان - حفظه الله -

- الفَرْق بين الفِرَق - عبد القادِر بن طاهر بن محمد البَغْدَادِي - رحمه الله - ت: 429 هـ

- البَّاعِثُ الحَثِيثُ شَرْحُ اخْتِصَار عُلُوُمِ الحَدِيِثِ - ابن كثير الدِّمَشْقِي - رحمه الله - ت: 774 هـ

- صَحِيحُ الجَامِعِ الصَّغِيرِ وَزِيَادَتُهُ - الشَّيْخ/ محمد ناصِر الدِّيِنِ الأَلْبَاني - رحمه الله - ت: 1420 هـ

الفَوائِدُ البَدِيعَةُ فى فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَذَمِّ الشِّيعَةِ - الشيخ د/ أحمد فَرِيد - حفظه الله -

أُصُوُلُ المَنْهَج الإسْلامِي - الشَّيْخ د/ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيِمِ العبيِّدِ - رحمه الله - ت: 1432هـ


الفهرس

الموضوع

رقم الصفحة

المقدمة

2

تمهيد

3

أهل السنة والجماعة   

6

التعريف بالشيعة وفِرَقهم  

7

التأسيس وأبرز الشخصيات وأشهر علماء الشيعة  

8

أشهر كتب الشيعة   

11

الدول التى ينتشر فيها المذهب الشيعى  

11

أشهر علماء السنة الذين رَدُّوا على الشيعة   

11

التَّقِيَّة عند الشيعة   

12

عقائد الشيعة فى الإسلام والمسلمين  

13

كفر مَن لا يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عَشَر   

13

النواصب فى معتقد الشيعة هم أهل السنة والجماعة  

16

إباحة دماء أهل السنة عند الشيعة

18

نجاسة أهل السنة عند الشيعة 

18

تحريم عمل الشيعة عند أهل السنة إلا تَقِيَّة  

18

لَعْنُهُم مَوْتَى أهل السنة عند حضور جنائزهم 

19

صلاة التقية عند الشيعة لخداع أهل السنة  

19

جواز اغتياب المخالفين ـ أهل السنة ـ على حد زعم الشيعة 

19

الدين الحق عند الشيعة هو مخالفة أهل السنة

19



جَواز الحَلِف واليمين الكاذبة تقية لخداع أهل السنة  

20

قَذْف المسلمين  

20

سَبُّ وتَكْفِير الصحابة -رضى الله عنهم-  

20

حقائق الشيعة  

21

هَلْ مِنْ فُرْصَة للتقريب بين الشيعة وأهل السنة؟  

22

خاتمة

23

مراجع البحث  

24

الفهرس

25 - 26