الخميس، 11 أبريل 2013

أهمية التوحيد وفضله


أهمية التوحيد (1) :

لقد خلق الله تعالى الثقلين لعبادته ، وأرسل الرسل ليدعوا الناس إلى توحيده ، وهذا القرآن الكريم يهتم بعقيدة التوحيد في أكثر سوره ، ويبين ضرر الشرك على الفرد والجماعة ، وهو سبب الهلاك في الدنيا والخلود في نار جهنم ، وإن الرسل جميعا بدأوا دعوتهم إلى التوحيد الذي أمرهم الله بتبليغه للناس ، قال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا لإله إلا أنا فاعبدون ) الأنبياء (25)  
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقى ثلاثة عشر عاما في مكة وهو يدعو قومه إلى توحيد الله ودعائه وحده دون سواه ، وكان فيما أنزل عليه ( قل إنما أدعو ربى ولا أشرك بربي أحدا ) الجن (20) ، ويربى الرسول صلى الله عليه وسلم أتباعه منذ الصغر فيقول لإبن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ) رواه الترمذي رحمه الله وقال : حسن صحيح
وهذا التوحيد هو حقيقة دين الإسلام الذي بني عليه والذي لا يقبل الله من أحد سواه0 ولقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبدأوا دعوتهم للناس بالتوحيد ، فقال لمعاذ حينما أرسله إلى اليمن ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) ، وفى رواية ( إلى أن يوحدوا الله ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله .
وإن التوحيد يتمثل في شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ومعناها : لا معبود بحق إلا الله ، ولا عبادة إلا ما جاء به رسول الله، والشهادة يدخل بها الكفار الإسلام لأنها مفتاح الجنة، وتدخل صاحبها الجنة إذا لم ينقضها بناقض كالشرك أو كلمة الكفر .
ولقد عرض كفار قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم الملك والمال والزواج وغيرها من متع الدنيا مقابل أن يترك دعوة التوحيد ومهاجمة الأصنام فلم يرض منهم ذلك بل استمر في دعوته يتحمل الأذى مع صحابته إلى أن انتصرت دعوة التوحيد بعد ثلاثة عشر عاما وفتحت مكة بعد ذلك وكسرت الأصنام والرسول صلى الله عليه وسلم يتلو قول الله تعالى ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) الإسراء(81)

فضل التوحيــد (2) :

قال تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) الأنعام (82) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية شق على المسلمين ذلك وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا قول لقمان لإبنه  ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) لقمان (13) (متفق عليه)
فهذه الآية تبشر الموحدين الذين لم يلبسوا إيمانهم بشرك فابتعدوا عنه أن لهم الأمن التام من عذاب الله في الآخرة وأولئك هم المهتدون في الدنيا، وقال صلى الله عليه وسلم ( الإيمان بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) رواه مسلم رحمه الله تعالى

فوائد التوحيد(3) :

للتوحيد فوائد كثيرة منها :

1- تحرير الإنسان من العبودية والخضوع لغير الله من أشياء مخلوقة ومخلوقات لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا .

-----------------------------------------------------------------------------------------------
(1)  رسائل التوجيهات الإسلامية – محمد جميل زينو  ج1 ص 170 (2) نفس المصدر السابق
(2)  مجموعة التوجيهات الإسلامية - محمد جميل زينو ج 1 ص 172                                            

2- تحرير عقله من الخرافات والأوهام وتحرير ضميره من الخضوع والذل والاستسلام .

3- تحرير لحياته من تسلط الفراعنة والأرباب والكهنة والمتألهين على عباد الله، ولهذا قاوم زعماء الشرك وطغاة الجاهلية دعوات الأنبياء عامة ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، لأنهم كانوا يعلمون معنى ( لا إله إلا الله ) إعلان عام لتحرير البشر وإسقاط الجبابرة عن عروشهم الكاذبة، وإعلاء لجباه المؤمنين التي لا تسجد إلا لله رب العالمين .

4- تكوين الشخصية المتزنة ، فالتوحيد يساعد على تكوين الشخصية المتزنة التي تميزت في الحياة وجربتها وتوحدت غايتها ، فليس لها إلا إله واحد تتجه إليه في الخلوة والجلوة وتدعوه في السراء والضراء بخلاف المشرك الذي تقسمت قلبه الآلهة والمعبودات ، فمرة يتجه إلى الأحياء ومرة يتجه إلى الأموات ، ومن هنا قال يوسف عليه السلام ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) يوسف (39)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق