الخميس، 11 أبريل 2013

أشهر رواة الحديث الشريف من الصحابة


أشهر رواة الحديث من الصحابة رضي الله عنهم :

1-   أبو هريرة (رضي الله عنه) :

الدوسى سيد الحفاظ ، كان من أوعية العلم ، وهو عبد الرحمن بن صخر من قبيلة دوس باليمن ، وأمه ميمونة بنت صبيح  وقيل أميمة ، ومن شيوخه بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و أسامة بن زيد  و عائشة ، وفى القرآن أبى بن كعب ، وبلغ عدد من روى عنه من الصحابة والتابعين 800 تلميذ ، وهاجر من اليمن إلى المدينة ، وكان من أهل الصفة يعيش في المسجد ، ولا عمل له ولا مال ، وجاع واحتاج ولزم المسجد ، وكان بارا بأمه  ، فقد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها بالهداية فدعا بحب الناس لهما فكان ذلك ، وكان أبو هريرة رأسا في القرآن والسنة والفقه ، وكان حفظه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان التابعون يتعجبون من حفظه وهو أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بلغ مسنده  5374 حديثا ، ولم ينفرد بكثرة الرواية وإنما كانت رواياته أكثر من غيره وذلك للأسباب الآتية :

1-   خشية كتمان العلــــــم           2- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالبركة والحفظ
3-  تفرغه للتعليم والتعلم           4-  كثرة تلامذته والناقلين عنه
5 تأخر وفاته فقد توفى سنة 57 هـ  وقيل 58 هـ ، والأحاديث المنقولة عنه تنقسم إلى :

·       ما كان ضعيف السند لا يصح عن أبى هريرة رضي الله عنه .
·       ما كان له أكثر من إسناد .
·       ما رواه عن أكابر الصحابة وأمهات المؤمنين .
·       ما كان موقوفاً عليه من كلام .
واتفق الشيخان البخاري ومسلم على إخراج  326  حديثا ، انفرد البخاري رحمه الله بـ  93 ومسلم رحمه الله بـ  98 حديثا .

وكان أبو هريرة رضي الله عنه متواضعا حتى عندما كان خليفة لمروان على المدينة كان يسير في السوق يحمل حزمة الحطب ، وله مكانة عظيمة في الفتوى ، واحتج المسلمون قديما وحديثا بحديث أبى هريرة رضي الله عنه لحفظه وجلالته وإتقانه وفقهه ، وكان يقول عبد الله بن عباس : أفت يا أبا هريرة ، واستعمله عمر على البحرين ، ودعاه عمر ليوليه فأبى رضي الله عنه ، وتوفى أبو هريرة سنة 57 هـ  قبل معاوية بسنتين ، وقيل صلى عليه الأمير الوليد بن عتبة بعد صلاة العصر ، وشيعه ابن عمر وأبو سعيد ودفن بالبقيع .

2ـ عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما :

وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوى ثم المدني وأمه وأم حفصة ( أم المؤمنين ) هي زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون أخي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرضاعة ، ولد ابن عمر رضي الله عنهما قبل الهجرة بـ 11 عاما ، وأسلم وهو صغير ثم هاجر مع أبيه ولم يبلغ الحلم ، وهو ممن بايع تحت الشجرة ، وشيوخه بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم الخلفاء الأربعة وابن مسعود وعائشة وزيد ابن ثابت رضي الله عنهم جميعا ، وبلغ عدد تلاميذه أكثر من  130 راويا أشهرهم ابنه سالم ومولاه نافع .
     وقد شهد لابن عمر بالفضل وعرف عنه علو الهمة ، قال ابن مسعود رضي الله عنه إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا ابن عمر .
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : مات ابن عمر وهو في الفضل مثل أبيه ، وكان مثالا في الورع .
     قال طاووس : ما رأيت رجلا أورع من ابن عمر . كما اشتهر ابن عمر رضي الله عنه بتتبعه لآثار النبي صلى الله عليه وسلم في كل شئ حتى مكان بوله كان يذهب يبول عنده .

قال محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر : ما ذكر ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكى .
وقال حبيب الشهيد : قيل لنافع ( مولى ابن عمر) : ما كان يصنع ابن عمر في منزله ؟ قال : ما لا تطيقونه الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما .

وكان ابن عمر رضي الله عنهما حريصا على نشر العلم الذي تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون زيادة ولا نقصان ، قال مالك بن أنس : أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يقدم عليه وفود الناس .

وكان رضي الله عنه يهرب من الخلافة ، وحاول مروان بن الحكم إغراء ابن عمر بالخلافة بعد وفاة معاوية بن يزيد بن معاوية فأبى ابن عمر رضي الله عنه .

وتوفى ابن عمر بمكة ودفن بمكان يسمى ( فخ ) سنة 74 هـ  وله 84 عاما ، ولابن عمر في مسند ( بقى بن مخلد ) 2630 حديثا ، اتفق الشيخان على  168 انفرد البخاري بـ 81  ومسلم بـ 31 حديثا .

2-   أنس بن مالك رضي الله عنه :

هو أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام ، الإمام المفتى المقرئ المحدث ، أبو حمزة الأنصاري الخزرجى النجارى المدني ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلميذه ، وهو آخر الصحابة موتا بالبصرة ، له صحبة طويلة وحديث كثير ولازم النبي صلى الله عليه وسلم منذ هاجر إلى المدينة إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم ، ولد قبل الهجرة بعشر سنين ومات النبي صلى الله عليه وسلم ولأنس عشرون عاما ، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم علما جما، وأهم شيوخه أبو بكر وعمر وعثمان ومعاذ بن جبل وأبو هريرة، وأمه أم سليم بنت ملحان، وخالته أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، أما تلاميذه فكثير وروى عنه خلق كثير كالحسن البصري ، وابن سيرين والشعبي وثابت البنانى وعمر بن عبد العزيز ، وبلغ عدد تلاميذه مائة نفس ، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه ) فكان أكثر الأنصار مالا ، وكان من صلبه بضع وعشرون ومائة ، وكان مجاب الدعوة ، فقد عطشت
أرضه ذات مرة فصلى ودعا فغشيت أرضه وأمطرت السماء في الصيف ، وقال المثنى بن
سعيد : سمعت أنسا يقول : ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ثم يبكى يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أنس ورعا مكثر من الرواية ، واختلفوا في موته فروى سنة 91هـ  وروى 92هـ  وقال عدة سنة 93هـ  فيكون على هذا توفى وله 103 عاما ، وبلغ مسنده 2286 حديثا  اتفق الشيخان على  280 انفرد البخاري بـ 80 ومسلم بـ 90 حديثا .
                                                      
4- عبد الله بن عباس رضي الله عنه :           ( حبر الأمة وترجمان القرآن )
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي المكي حبر الأمة وإمام التفسير وفقيه عصره ، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأمه هي أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث ، ولد ابن عباس بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنوات ، هاجر مع أبويه إلى دار الهجرة بعد الفتح وقد أسلم قبل ذلك
وأول شيوخه النبي صلى الله عليه وسلم ، صحبه نحوا من ثلاثين شهرا ، ومن شيوخه عمر وعلى وأبى بن كعب وزيد بن ثابت ، وقرأ على أبى بن كعب وزيد بن ثابت وعائشة .

وتلاميذه عدة بلغوا  197 نفسا منهم أبناؤه ومواليه وأنس بن مالك وأبو طفيل وغيرهم من التابعين ، وقرأ عليه مجاهد وسعيد بن جبير وطائفة ، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم قائلا : ( اللهم فقهه في الدين ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وفى رواية  ( اللهم علمه الكتاب )  وفى رواية ( اللهم علمه الحكمة ) وطلب ابن عباس العلم وتفوق فيه وكان يذهب إلى بيوت الصحابة رضي الله عنهم وينتظرهم حتى يقوموا من نومهم في القيلولة .

روى طاووس عن ابن عباس أنه قال : إني كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس .

وقال مجاهد : كان ابن عباس يسمى البحر لكثرة علمه .

وقال ابن حزم في كتابه ( الإحكام في أصول الأحكام ) : وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى ابن يعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فتيا ابن عباس في عشرين مجلدا .

توفى ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف سنة 68 هـ  وقيل عاش 71 عاما  ، وبلغ مسنده  1660 حديثا له في الصحيحين 75  حديثا ، انفرد البخاري بـ 120 ومسلم بـ  9 أحاديث .

5ـ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :
بنت الصديق الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الرجال إليه أبى بكر عبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر ، القرشية التيمية المكية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأفقه نساء الأمة على الإطلاق ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس الكنانية ، ولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام وهى أصغر سنا من فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم بثماني سنين ، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم إثر وفاة خديجة رضي الله عنها ، فتزوج بها وبسودة في وقت واحد ، ثم دخل بسودة فتفرد بها ثلاثة أعوام .
                                                     
ثم بنى بعائشة رضي الله عنها في شوال بعد موقعة بدر سنة 2 هـ فما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا سوى عائشة ، وأحبها حبا شديدا كان يظهره ولا يخفيه .

ومن شيوخها بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وفاطمة وغيرهم .
وتلامذتها كثيرون فقد حدث عنها المئات من الصحابة والتابعين كابن عباس وابن عمر وأبو هريرة  وعبد الله بن الزبير  والحسن البصري  وسعيد بن المسيب  وطاووس  وعروة بن الزبير  والشعبي ، وقد استفاض علمها رضي الله عنها بين الناس وانتشر فقهها .

قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء كان علم عائشة أفضل .

وقال مسلم بن صبيح : سألنا مسروقا : أكانت عائشة تحسن الفرائض ( المواريث ) ؟ قال : والذي لا إله غيره لقد رأيت الأكابر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض0 ( أخرجه الدارمي في الفرائض ) .

توفيت عائشة رضي الله عنها سنة 57 هـ  وكان عمرها  63 عاما وستة أشهر ، ودفنت ليلا ، وبلغ مسندها  2210 حديثا ، اتفق الشيخان على  164 ، وانفرد البخاري  بــ  54 ، ومسلم  بـ  69 حديثا0 فرضي الله عن عائشة أم المؤمنين وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق