الاثنين، 15 أبريل 2013

من هم ( البهائية )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
مِن الفرق والمذاهب المعاصِرَة : ( البابية ) و( البَهَائِيَّة ) و ( القادْيَانِيَّة )(2) ، وكلها معاول هدم مدبر للإسلام وأهله ولذلك يجب على المسلم أن  يفشى أخبارها ويحذر مِن ضلالها ، فإن هذا مِن أعظم الجهاد فى هذا العصر ، وقد بلغ الضلال بأحدهم إلى ادِّعاء النُّبُوَّة كما فعل الدَّجَّال ( على محمد الشيرازِى ) وغيره مِمَّن تعظمهم ( البابية ) و( البهائية ) و ( القاديانية ) ، وينتشر بعضهم فى أمريكا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا ، وتعتبر فارس والهند أعظم مَهْد لفئات الضلال ، ففيهما الجمعيات السرية والفرق الباطنية التى تبث سمومها وتكيد للإسلام ، وفيهما تنتشر هذه الفرق التى بشرت بأن بيت المقدس سيكون لهم (3)
والبهائية : دِيانَة مُنْحَرِفَة أسستها طائفةٌ خَرَجَتْ مِن إيران جعلت لها كِتاباً سَمُّوه ( البَيَان ) وكتاباً آخَر سَمّوه ( الأقْدَس ) ، وهم يعتقدون أن البيان والأقدس أفضل مِن القرآن ، وأنهما ناسِخان له ، وأن قول الله تعالى ( خَلَقَ الإنسان * عَلَّمَه البَيَان ) الرحمن 3 ، 4 أى عَلَّمَه كِتاب المِيرْزَا الذى ألَّفَه ، ومقرهم فى ( عَكَّا ) ، ولهم انتشار فى الولايات المتحدة وغرب أوروبا ، وقد اتَّفَقَ علماء المسلمين على تكفيرهم ، وكذلك كَفَّرَهم علماء الرَّوافِض فى عصرهم ، وقد انْشَقَّتْ البهائية عن البابية الضَّالَّة المنحرفة لتصبح دِيناً مُسْتَقِلَّاً .                                                            
تأسست البابية فى إيران على يد الميرزا ( على بن محمد رِضا الشيرازِى ) الذى ظهر حوالى سنة 1817 م بِكَرْبِلاء فى العراق ، وهو رجل مجهول الأصل والمولد والنَّسَب ، ويَذْكُر بعض الباحِثين أن الذى أظهر البابية هو قِسيس نصرانى ادَّعَى أن إسمه ( كاظِم الرشْتى ) ، وَرَشْت قرية مِن قُرَى
--------------------------------------------------------------------------------------
(1) أصول المنهج الإسلامى ص 102 ، 103
(2) القاديانية : حركة نشأت سنة 1900 م بقيادة مِيرزا غُلام أحمد القاديانى بتخطيط مِن الإستعمار
(3) أصول المنهج الإسلامى – العبيد

إيران بالرغم مِن أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئاً ، وقد استغلَّ مِن مبادِئ الشيعة الإثْنَى عَشَرِيَّة فِكْرة الغائب بالسرداب المنتظر ، فعمل على إيجاد شخص يضفى عليه هذا اللقب ليصل بواسطة هذا الباب إلى كل ما يريد وقد ادَّعَى أن الشَّخْص الجديد هو ( باب الله ) ورَوَّجَ له الرُّوس وجَهَلَة الناس بأحكام الإسلام ، واتَّخَذَ الرشتى لنفسه مَجْلِساً ، واستطاع أن يستميل إليه بعض ذوى النفوس المنحرفة والقلوب المريضة وجعلهم تلاميذ له ، وكان مِن أخْبَث هؤلاء رَجُل يقال له ( حسين البشروئى ) من بشرية إحدى قُرى خُراسان أضفَى عليه المَدْعُو ( كاظم الرشتى ) لقب كبير التلاميذ واختاره ليكون المُنَفِّذ الحقيقى لهذه المؤامَرَة البَشِعَة ولَقَّبَه باب الباب (1)
وأعلن على محمد الشيرازِى تشجيع من حسين البشروئى الجاسوس الروسى ( كيناز دالكوركى ) الذى كانت وظيفته الظاهرة مُتَرْجِماً بالسِّفارة الروسية فى طهران ، الذى اعتنقَ الإسلام وأخذَ يلازِم مجلس كاظِم الرشتِى وأنه الباب إلى الغائب الذى بالسرداب ، ثم تَوَجَّه إلى شِيراز ثم إلى بوشَهر مُخْتَفياً ، وأخذ البشروئى يذيع أنه الباب بعينه وأخذ يدعو الناس إلى متابعته وأطلق على  مَن تبعه إسم ( البابية ) ، ثم لَم يلبث البشروئى أن حَوَّلَه مِن باب المهدى إلى المهدى نفسه وأطلق عليه ( قائم الزمان ) ، وانضم إليه فى ذلك رَجُل يقال له محمد البارفروشى وآخَرون بلغ عددهم سبعة عشر رَجُلاً وامْرَأة وهى المُلَقَّبَة لديهم بــ ( قُرَّة العين ) وتوجَّهوا إلى بوشهر واجتمعوا بزعيمهم الجديــد ( الباب ) وصاروا معه تسعة عشر شخصاً .                                                              
فلذلك قرر أن يجعل عِدَّة الشُّهور تسعة عشر شهرا، والشهر تسعة عشر يوما، واعتبر اليوم الذى أعلن فيه دعوته يوم 5 جُمادَى الأولى سنة 1260 هـ هو بدء التاريخ، ثم جمع جُمَلاً مُتناقِضَة مملوءة بالسفسطات والأكاذيب وجعلها أساس دِينه الجديد وسمَّاها البيان .
ثم ادَّعَى أنه المُمَثِّل الحقيقى لجميع الأنبياء ، وزعم أنه يجمع بين اليهودية والنصرانية والإسلام وأنه لا فَرْق بينهم ، ثم أنكر أن يكون محمد خاتم النبيين ، وحَرَّمَ قراءة القرآن، ثم زعم أن الله حَلَّ فيه وادَّعَى أنه أكمل هيكل بشرى ظهرت فيه الحقيقة الإلَهِيَّة، وأنه هو الذى خلق كل شئ بكلمته، وأَلْغَى الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة الجماعة إلا فى الجنازة، وقرر أن الطُّهْر مِن الجَنَابة غير واجب وأن القِبْلَة هى البيت الذى وُلِدَ به شيراز أو البيوت التى يعيش فيها هو وأتباعه، وجعل الحَجَّ هو زيارة هذه البيوت (2)
أما الصوم فيكون مِن شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر بابِىّ أى تسعة عشر يوما ، وتنتهى بعيد النيروز المَجُوسِى ، وأباح لأتباعه خمسةَ أيام قبل الصوم يرتكبون فيها ما شاءوا مِن الشهوات ، وأوْجَبَ أن يُؤخَذ فى الزكاة خُمْس المال . وأوجب الزواج على مَن بلغ الحادية عشر مِن الذُّكُور والإناث ، ولا يحتاج لأكثر مِن رِضا الذَّكَر والأُنْثَى ، ويُجَوِّز إيقاع الطلاق تسع عشرة مَرَّة، وعِدَّة
 ---------------------------------------------------------------------------------------
(1) ، (2) البهائية – الشيخ د / طلعت زهران

المُطَلَّقَة تسعة عشر يوما ، ولا يجوز الزواج بأرمَلة إلا بعد دفع دِيَة وبعد انقضاء عدتها ومقدارها خمسة وتسعون يوماً ، وحَرَّمَ على المرأة الحِجاب ، وقرر أنه لا وجود للنَّجَاسَة وأوجب دفن المَيت فى قبر مِن البِلَّوْر أو المَرمَر المصقول مع وضع خاتم فى يمناه منقوش عليه فقرة مِن كتاب البيان ، وأوجب استقبال قرص الشمس ساعة عند شروقها (1)
عقيدة البَهَائِيَّة وعبادتهم :
1 - الإيمان بحلول الله فى بعض خَلْقه وأن الله قد حَلَّ فى  ( الباب ) و (البَهاء ).
2 - جَحَدوا كُلَّ أسماء الله الحُسْنَى وصفاته العُلا .
3 - الإيمان بتناسخ الكائنات وأن الثواب والعِقاب يقع على الأرواح فقط .
4 - الإعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة وأن التوراة والإنجيل غير مُحَرَّفين ويريدون ضرورة توحيد الأديان فى دين واحد هو البهائية .                                                                
5 - يقولون بنبوة بُوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثالهم مِن حُكَماء الهند والصين والفرس .
6 - ينكرون معجزات الأنبياء .
7 - يحرمون الحِجاب على المرأة ويُحَلِلون المُتْعَة وَيَدْعُونَ إلى شيوعية النساء والأموال .
8 - يقولون إن دِين الباب ناسِخ لِشَرِيعَة محمد صلى الله عليه وسلم .
9 - كِتاب ( الأقْدَس ) الذى وَضَعه البهاء حسين والكتب المقدسة لدى البهائية فإنها تربو على مائة كِتاب أبرزها ( الكتاب الأقدس ) الذى يتضمن كل أفكار ( بهاء الله ) ويعتقدون أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم بالإضافة إلى كتاب  الإشراقات  و البِشارات  و الإيقان.
10 - يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول .
11 - يقولون : إن الوَحْى لا يزال مستمرا وأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينة .
12 - يصفون المسلمين بأوصاف قبيحة ، جاء فى كتاب ( الإيقان ) : ( وجميع هؤلاء الهَمَج والرِّعاع يَتْلُون الفرقان ( القرآن الكريم ) فى كل صباح وما فازوا للآن بحرف من المقصود .
13 - يُحَرِّمون ذِكْر الله فى الأماكن العامة ولو بصوت خافت ، جاء فى كتاب الأقدس : ليس لأحد                   ----------------------------------------------------------------------------------
(1) البهائية – الشيخ د / طلعت زهران

أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس ، حين يمشى فى الطرقات والشوارع .
14 - يعتقدون بِقُدْسِيَّة العدد 19 فالسَّنَة 19 شهرا والشهر 19 يوما ، والتركيز على رقم 19 يعود إلى أن البهائية يؤمِنون ـ فيما يؤمِنون به مِن خُرافات ـ بالقيمة العددية للحروف التى تفتح الباب على مِصْراعَيْه للتأمُلات والتفسيرات الأهوائية ، والقاعدة فى هذا المجال تقوم على أن عدد حروف البسملة هو 19 ، وكلمة ( واحِد ) تسوى وفق القيمة العددية للحروف 19 ، حيث الواو = 6 ، والألِف = 1 ، والحاء = 8 ، والدال = 4
15 - يعتقدون أن القيامة مَجِيئ البهاء فى مَظْهَر الله تعالى .
16 - لا يُؤْمِنون بالجنة أو النار.
17 - جَرَأت البهائية على التلاعب بالنصوص وأَوَّلَتها على طريقتها الباطنية المُلْحِدَة ، ومِن ذلك : 
- القيامة فى القرآن بها قيامة البهاء بدعوته وانتهاء الرسالة المُحَمَّدِيَّة .
- النفخ فى الصُّور دعوة الناس إتِّباع البهاء .
- البَرْزَخ هى المُدَّة بين الرَسُولَيْنِ محمد صلى الله عليه وسلم والباب الشيرازى .
-  ( إذا الشمس كُوِّرَتْ ) أى انتهت الشريعة المحمدية وجاءت الشريعة البهائية .
- ( وإذا النُّفُوس زُوِّجَتْ ) أى اجتمعت اليهود والنصارى والمَجُوس على دِين البهاء .
-  (وإذا البِحار سُجِّرَتْ ) لِمَن عارَضَ البهاء .
-  ( وإذا الجنَّة أُزْلِفَتْ ) لإتْباع البهاء المؤمنين به .
-  ( فَريقا هَدَى ) أى الذين ءَامَنوا بالبهاء و ( فريقا حق عليهم الضلالة ) الذين أَبَوْا الإيمان به .
18 - لا يؤمِنون بالملائِكَة والجِنِّ .
19 - لا يؤمِنون بالحياة البرزخية بعد الموت، بل يقولون إنها المُدَّة بين محمد والباب والشيرازى .
20 - يُحَرِّمُون الجهاد والحرب تحريما قطعيا ومطلقا، وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقُوَى الإستعمارية
21- يبيحون المُتْعَة الحرام بالنساء والزِّنا بالإكْراه له عُقُوبَة مالِيَّة فقط .
-------------------------------------------------------------------------------------

22 -لا يعتقدون بالانْتِماء للوَطَن تحت دَعْوَى وحدة الأوطان .
23 - يَتَّبِعون التَّقِيَّة فى عقيدتهم فيظهرون خلاف ما يبطنون، ولقد بَيَّنَ الشيخ محمد متولى الشعراوى ـ رحمه الله تعالى ـ ذلك وقال : إن شِعارهم ( احْفَظ مَذْهَبَكَ وَذَهَبَك وذِهابك ) .           
24 - أَلْغَوا العُقُوبات جميعاً ما عدا الدِّيَة .
25 - الزكاة 19% مِن رأس المال تُدْفَع مَرَّة واحِدَة .
26 - لا يعتقدون بالنجاسة لأن مَن اعتَقَدَ بالبهائية فقد طهر .
27 - الوُضُوء فقط للوجه واليدين بماء الوَرْد وإن لَم يُوجَد فيقولون : بإسم الله الأطْهَر خمس مرات
28 - الزواج لواحدة أو اثنتَيْن على الأكثر مع إباحة زواج الشَّاذِّين ، كما يحرم زواج الأرامِل إلا بعد دفع دِيَة مُعَيَّنَة ، والأرمَل يتزوج بعد 90 يوما والأرملة بعد 95 يوما ، وجعلوا المَهْر تسعة عشر مِثْقالا (1)
نماذج مِن كلام البهائية :
-  كان المشركون أنفسهم يَرَوْنَ ن يوم القيامة خمسون ألْف سنة فانقَضَت فى ساعة واحدة ( كتاب البديع ص 113 )
- كُتِبَ عليكم تجديد الأثاث فى كل تسعة عشر عاماً  ( كتاب الأقْدَس ص 41 )
-  أُحِلَّ للرَّجُل لبس الحرير ، لقد رفع اللهُ  حُكْم التحديد فى اللباس واللِّحَى ( كتاب الأقدس ص 41 )
رأى علماء المسلمين فى البهائية :
البهائية دين مستقل وليست فرقة كما يُرَوِّج البعض ، وقد حكمت المحكمة الشرعية العُلْيا فى مِصْر سنة 1925 م أن الدِّين البهائى دين مستقل عن الدين الإسلامى، وأفتى علماء السُّنَّة والشِّيعَة بكفرهم وبُطْلان عقائدهم ، فَعُلَماء السنة أمثال د / محمد سعيد البوطِى، و د / يوسف القرضاوى ، والشيخ محمد متولى الشعراوى ، ومَشْيَخَة الأزهر الشريف وعلماء السعودية والعراق واليمن وفلسطين ، وقرروا لأن البهائيين كَفَرَة ، لا يُزَوَّجون ولا يُتَزَوَّج منهم ولا يحل أكل ذَبِيحتهم ولا تُدْفَن موتاهم فى مقابر المسلمين .                                                                                        
----------------------------------------------------------------------------------------
(1) البهائية – الشيخ د / طلعت زهران

نص فتوى دار الإفتاء بالأزهر الشريف :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
فالبهائية فرقة مرتدة عن الإسلام لا يجوز الإيمان بها ولا الإشتراك فيها ولا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات، لأنها تقوم على عقيدة الحُلُول وتشريع غير ما أنزل الله، وادِّعاء النُّبُوَّة بل الألوهية، وهذا ما أَفْتَى به مَجْمَع البحوث الإسلامية فى عهد الشيخ جاد الحق على جاد الحق ـ رحمه الله تعالى ـ وأَقَرَّه المَجْمَع الحالي .                                                                 
يقول الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر السابق ـ رحمه الله تعالى :
والبابية والبهائية فكر خليط مِن فلسفات وأديان متعددة، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شَمْلها بل واضح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والإستعمار فهى سَلِيلَة أفكار وَنِحَل ابْتُلِيَتْ بها الأمة الإسلامية حرباً على الإسلام وباسم الدِّين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق