التعريف بالسنة النبوية الشريفة
معنى السنة :
السنة لغة : الطريقة ، والسيرة حسنة كانت أم سيئة ، وعند الإطلاق تنصرف إلى السنة الحميدة(1) والسنة في الاصطلاح يختلف معناها باختلاف مناهج العلماء.
فالسنة عند المحدثين : هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله ، وتقريراته ، وصفاته الخلقية والخلقية ، وسيرته ، ومغازيه ، سواء قبل البعثة مثل تحنثه فى غار حراء ، وحسن سيرته ، وأنه كان أميا لايقرأ ، وما إلى ذلك من صفات الخير ، وكذلك ما كان بعد البعثة(2) وتعريفهم هذا مبنى على عنايتهم بإثبات وتصحيح كل ما يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء أثبتت أحكاما شرعية أم لا(3) .
وعند الفقهاء : هي كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير افتراض ولا وجوب وتقابل الواجب وغيره من الأحكام الخمسة(4)
وعند الأصولييـــــــــن : هي ما صدرعن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن الكريم من الأقوال والأفعال والتقرير(5) وتعريفهم هذا مبنى على عنايتهم بالدليلومن السنة التى أمرنا باتباعها(6)
وعند علماء العقيدة والوعظ والإرشاد : هي ما وافقت الكتاب والحديث وإجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات ، وتقابلها البدعة(7) ، وتعريفهم هذا مبنى على عنايتهم بالأعمال التعبدية وموافقتها للدليل ورد ما خالف ذلك وهكذا نرى أن أوسع الإطلاقات هو إطلاق المحدثين.
----------------------------------------------------------------------
1- النهاية لابن الأثير ولسان العرب لابن منظورانظر: مادة (س ن ن)
2- السنة ومكانتها فى التشريع ص 47
3- المستشرقون والسنة ص26
4- السنة ومكانتها فى التشريع ص48
5-الحديث والمحدثون ص9
6- المستشرقون والسنة ص27
7- الحديث والمحدثون ص10
منزلة السنة من الدين :
إن لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانتها بالنسبة إلى القرآن الكريم ومكانتها بالنسبة إلى التشريع الإسلامى ؛ فهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم من حيث القوة لا من حيث الالتزام ، فالالتزام بها كدليل شرعي كالالتزام بالقرآن تماما، فالسنة هي أصل من أصول الدين يجب اتباعها وتحرم مخالفتها للأدلة والإجماع على وجه لا يدع للشك مجالا.
مصدر السنة النبوية الشريفة :
لا يخفى على أحد علاقة السنة بالقرآن الكريم ، فالقرآن الكريم وحى الله تعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى ، والسنة وحى من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالمعنى ، أغلبها ، أو إقرار الله تعالى لما صدرمن الرسول صلى الله عليه وسلم باجتهاده من قول أو فعل(1) ؛ فالقرآن والسنة مصدرهما واحد وكلاهما وحى ؛ قال تعالى ( وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحى يوحى )(2) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ......)(3) وقال (..... ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله )(4)
أقسام الوحي :
الوحي : إعلام بخفاء.
الموحى : الله تعالى ، والموحى إليه : رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. والموحي به هو القرآن الكريم وكذلك السنة.
وينقسم الوحي إلى قسمين : وحى متلو - وحى غير متلو.
الوحي المتلو (القرآن الكريم) الوحي غير المتلو ( السنة النبوية)
1- نقل إلينا بطريق التواتر. 1ـ منها المتواتر ومنها غير المتواتر وفيها الصحيح والضعيف.
2- معجز بلفظه ومعناه. 2- غير معجز باللفظ.
3- نزل باللفظ والمعنى. 3- نزلت بالمعنى دون اللفظ.
4- متعبد بتلاوته. 4- غير متعبد بتلاوتها.
5- يحرم على المحدث مسه. 5- لا يحرم على المحدث مسها.
6- متعبد للصلاة به. 6- لايصلى بها.
7- مسمى بالقرآن 7- يسمى العلم أو السنة أو الحديث
8- لا يجوز روايته بالمعنى 8- يجوز روايتها بالمعنى (عند من يرى ذلك)
9- جميع آياته وسوره نزل بها من العلماء بشروط منها أن يكون عالما
جبريل عليه السلام في اليقظة بالمعاني والألفاظ
9- نزلت بطرق الوحي المعروفة
في المنام أو اليقظة بواسطة الملك
أوغيره
------------------------------------------------------------------------------
1- دراسات فى السنة النبوية الشريفة ص24
2- النجم (3 ، 4)
3- رواه أجمد وأبو داود – صحيح الجامع للألبانى
4- رواه أحمد وأبو داود والحاكم – صحيح الجامع للألبانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق