الخميس، 1 أغسطس 2013

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ



النداء الخامس والثمانون – قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)
                                                                               سورة الجمعة : 9 – 11

روى مسلم فى صحيحه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فى صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين. وروى مسلم من حديث النُّعْمان بن بَشِير أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فى الأُولَى بـ ( سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) وفى الثانية بـ ( هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَة ) وروى البخارى فى صحيحه من حديث أبى هريرة قال ( كان النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ فى الجمعة فى صلاة الفجر ألم تنزيل، السجدة وهل أتى على الإنسان (1)
إنما سُمِّيَتْ الجُمُعَة جُمُعَة لأنها مُشْتَقَّة مِن الجَمْع، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه فى كل أسبوع مرة بالمَعابِد الكِبار، وفيه كَمل جميع الخلائق، وفيه خلق آدَم، وفيه أُدْخِلَ الجّنَّة، وفيه أُخْرِجَ مِنها، وفيه تقوم السَّاعَة، ما ثبت ذلك بالأحاديث الصِّحاح . وقد كان يقال له ( يوم العَرُوبَة ) وثبت أن الأمم قبلنا أُمِرُوا به فَضَلُّوا عَنه واختار اليهود يوم السبت الذى لَم يقع فيه خلق آدم، واختار النصارى يوم الأحد الذى ابْتُدِئ فيه الخَلْق واختار الله لهذه الأُمَّة يوم الجمعة الذى أَكْمَلَ اللهُ فيه الخَلِيقَة.
أخرج البخارى ومسلم رحمهما الله تعالى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نحن الآخِرُون السَّابِقون يَوْمَ القيامة بَيْدَ أنَّهُم أُوتُوا الكتابَ مِن قَبْلنا، ثم إنَّ هذا يومهم الذى فرض اللهُ عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا اللهُ له، فالناس لنا فيه تَبَع، اليهود غَداً والنصارى بعد غَد ) وعن أبى هريرة وحُذَيْفَة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( أضَلَّ اللهُ عَن الجمعة مَن كان قَبْلَنا، فكان لليهود يوم السَّبْت وكان للنصارى يوم الأحَد، فَجاء اللهُ بنا فَهدانا يوم الجمعة )(2)(3)

-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه البخارى رحمه الله تعالى فى كتاب الجمعة -  باب ما يقرأ فى صلاة الفجر يوم الجمعة.
(2) رواه مسلم رحمه الله تعالى                                   (3) انظر تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى

وقد أمر الله تعالى المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا نُودِىَ للصَّلاة مِن يوم الجُمُعَة فاسْعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ .. ) أى اقْصُدُوا واعْمَدُوا واهْتَمُّوا فى سَيْرِكُم إليها، وليس المراد بالسعى هَهُنا المَشْى السَّريع وإنما هو الاهتمام بها كقوله تعالى ( ومَن أرادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لها سَعْيَها وهو مؤمن .. ) فأما المَشْى السريع فقد نهى عنه، لِما أخرجاه فى الصحيحين عن أبى هريرة عن  النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أتَيْتُم الصلاةَ فَعَلَيْكُم بالسَّكِينَةِ ولا تأتُوها وأنت تَسْعَوْنَ فَما أدْرَكْتُم فَصَلُّوا وما فاتَكُم فأتِّمُّوا )(1) وفى رواية ( إذا أتَيْتَ الصَّلاةَ فَاْتِها بِوَقارٍ وسَكِينَة فَصَلِّ ما أَدْرَكْتَ واقْضِ ما فَاتَكَ )(2) وقال الحَسَن : أمَا والله ما هو السَّعْى على الأقدام، ولقد نُهُوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السَّكِينَة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع. وقال قتادة فى قوله تعالى ( فاسْعَوا إلى ذِكْر الله ) يعنى أن تَسْعَى بقلبك وعملك وهو المَشْى إليها (3)
ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع لقوله صلى الله عليه وسلم ( إن مِن أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِقَ آدَم، وفيه قُبِضَ وفيه النَّفْخَة وفيه الصَّعْقَة فأكْثِرُوا عَلَىَّ مِن الصلاة فيه، فإن صلاتكم مَعْرُوضَة عَلَىَّ، إن الله حَرَّمَ على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )(4) وقال ( خَيْرُ يَوم طَلَعَتْ عليه الشمس يوم الجمعة فيه خُلِقَ آدَم وفيه أُدْخِلَ الجَنَّة وفيه أُخْرِجَ منها ولا تقوم السَّاعَة إلا فى يوم الجمعة )(5)
وشُرِعَ اجتماع المسلمين فيه لتنبيههم على عِظَمِ نِعْمَة الله عليهم وشُرِعَتْ فيه الخُطْبَة لِتَذْكِيرهم بتلك النعمة وحثهم على شكرها. وشُرِعَتْ الصلاة فى وسط النهار، ليتم الاجتماع فى مسجد واحد، وأمر الله المؤمنين بحضور ذلك والاجتماع وسماع الخطبة وإقامة تلك الصلاة قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا نُودِىَ للصلاة من يوم الجمعة فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البَيْعَ ...)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( كان مِن هَدْى النبى تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء : هل هو أفضل من يوم عرفة ؟ على قولين، هما وجهان لأصحاب الشافعى. وكان يقرأ فى فجره بسورتى ( ألم تنزيل ) السجدة، و ( هل أتى على الإنسان ) إلى أن قال : ( وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : إنما كان النبى يقرأ هاتينِ السورتين فى فجر الجمعة لأنهما تضمنتا ما كان يكون فى يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم وعلى ذِكْر المَعاد وحَشْر العِباد، وذلك يكون يوم الجمعة وكان فى قراءتهما فى هذا اليوم تذكيرٌ للأمَّة بما كان ويكون،
-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه أحمد والبخارى ومسلم رحمهم الله تعالى – ص . ج رقم 275
(2) رواه الطبرانى رحمه الله تعالى – ص . ج رقم 272
(3) مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى – الصابونى ج3ص499
(4) رواه أحمد وأبو داود والنسائى رحمهم الله تعالى وغيرهم عن أوس بن أوس – ص . ج رقم 2212
(5) رواه أحمد ومسلم رحمهما الله تعالى وغيرهما عن أبى هريرة رضى الله عنه – ص . ج رقم 3333

والسجدات جاءت تَبَعاً ليست مقصودة حتى يقصد المصلى قراءتها حيث اتفقت ( يعنى : من أى سورة )(1)
وليوم الجمعة خصائص منها :
1- استحباب كثرة الصلاة على النبى فيه وفى ليلته لقوله ( أَكْثِرُوا الصلاة عَلَىَّ يوم الجمعة، فَمَن صَلَّى عَلَىَّ صلاةً صَلَّى اللهُ عليه عَشْراً )(2)
2- الأمر بالاغتسال فيه وهو سنة مؤكدة، ومِن العُلَماء مًَن يُوجِبه فى حق مِن به رائِحَة يحتاج إلى إزالتها. لقوله صلى الله عليه وسلم ( غُسْلُ الجمعة واجِب على كُلِّ مُحْتَلِم )(3) وقوله ( مَن تَوَضَّأ يوم الجمعة فَبِها وَنَعِمَتْ ومَن اغْتَسَلَ فالغُسْل أفضَل )(4). والعمل على هذا عند أهل العلم مِن أصحاب النبى ومَن بَعْدَهم ورأوا أن يُجْزِئ الوضوء مِن الغُسْل. قال ابنُ عَبْدِ البَرّ : أجمع علماء المسلمين قديما وحديثا على أن غسل يوم الجمعة ليس بفرض واجِب. قال أبو هريرة ( بينما عمر ابن الخطاب يخطب يوم الجمعة، إذ دخل عثمان بن عفان فَعَرَّضَ عمر فقال : ما بال رِجال يتأخرون بعد النداء ؟ فقال عثمان : يا أمير المؤمنين، ما زِدْتُ حين سمعت النداء أن توضأتُ ثم أقبلت. فقال عمر : والوضوء أيضا ! أَلَمْ تسمعوا رسول الله يقول ( إذا جاء أحدُكم الجمعةَ فَلْيَغْتَسِل )(5) فلو عَلِما أن أمره للوجوب لا على الاختيار لم يترك عُمَرُ عُثْمانَ حتى يَرُدَّه ويقول له ارجع فاغتسِل، وَلَما خَفِى على عثمان ذلك مع علمه ولكن دل هذا الحديث أن الغسل يوم الجمعة فيه فضل من غير وجوب على المرء فى ذلك. وغسل الجمعة يمتد وقته مِن طلوع الفجر إلى الظهر. ونقل الزرقانى فى شرح المُوَطَّأ ج1 ص 190 عن ابن عبد البر قال ( ليس المراد أنه واجب فرضا، بل هو مُؤَوَّل أى : واجب فى السُّنَّة أو فى المُروءة أو فى الأخلاق الجميلة كما تقول العرب : ( وَجَبَ حَقُّكَ ). ثم أخرج بسنده عن أشهب، أى : مالِكاً - رحمه الله – سُئِلَ عن غُسْل يوم الجمعة أَوَاجِبٌ هو ؟ قال : هو حَسَن ليس بواجب. وأخرج  ابن وَهْب أن مالِكاً سُئِلَ عن غسل يوم الجمعة فقال : هو سُنَّةٌ مَعْرُوفَة . قِيل : إن فى الحديث واجب ؟ قال : ليس كل ما جاء فى الحديث يكون كذلك (6)
------------------------------------------------------------------------------------------
(1) زاد المَعاد فى هَدْى خير العِباد – ابن القيم رحمه الله تعالى ج1 ص120
(2) رواه البَيْهَقِىّ رحمه الله تعالى عن أنس رضى الله عنه – ص . ج رقم 1209
(3) رواه البخارى رحمه الله تعالى.
(4) رواه أحمد وأبو داود رحمهما الله تعالى وغيرهما عن سَمُرَة رضى الله عنه – ص . ج رقم 6180
(5) رواه البخارى رحمه الله تعالى
(6) الصلاة قرة عيون المؤمنين – الشيخ د / طلعت زهران حفظه الله تعالى ص 96 ، 97

3- ومن أعظم خصائص يوم الجمعة : صلاة الجمعة التى هى آكد فروض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين. وجاء الترهيب فى التفريط فيها لقوله صلى الله عليه وسلم ( مَن تَرَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهاونا بها، طَبَع اللهُ على قَلْبِه )(1) وقال ( مَن تَرَكَ ثلاثَ جُمُعاتٍ مِن غَيْر عُذْرٍ كُتِبَ مِن المنافِقِين )(2)
4- استحباب التَّطَيُّب فيه وهو أفضل من الطيب فى غيره من أيام الأسبوع.
5- استحباب التَّبْكِير إلى المسجد لصلاة الجمعة.
6- الاشتغال بالصلاة النافلة والذكر والقراءة حتى يخرج الإمام للخُطبة ووجوب الانصات للخطبة إذا سمعها فإن لَم ينصت للخطبة كان لاغِياً، لقوله صلى الله عليه وسلم ( مَن قال : صه فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له )(3) وقوله ( مَن مَسَّ الحَصى فقد لَغا )(4) وتحريم الكلام وقت الخطبة، ففى المُسْنَد مَرْفوعاً ( والذى يقول لصاحبه : أَنْصِتْ فلا جمعة له )(5)
7- ومن خصائص يوم الجمعة : قراءة سورة الكهف فى يومها فقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مَن قرأ سُورَةَ الكَهْف يوم الجمعة فقد أضاء له النُّور ما بينه وبين البيت العَتِيق )(6)
8- أن بها ساعة إجابة، فَعَن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إن فى الجمعة ساعة لا يوافقها عَبْدٌ مُسْلِمٌ وهو قائِمٌ يُصَلِّى، يسأل اللهَ منها خيرا إلا أعْطاه اللهُ إيَّاه )(7)
9- أن فيه الخطبة التى يقصد بها الثناء على الله وتمجيده والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة وتذكير العباد.
10- ويستحب التبكير فى الذهاب ليوم الجمعة فإذا دخل المسجد صلى تحية المسجد ركعتين لحديث ( مَن اغتسل يوم الجمعة ثم راح فى الساعة الأُولَى فكأنما قَرَّبَ بَدَنَة، ومَن راح فى الساعة الثانية فكأنما قرب بَقَرَة، ومَن راح فى الساعة الثالثة فكأنما قرب كَبْشَاً أَقْرَنَ، ومَن راح فى الساعة الرابِعَة
-------------------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه أحمد وأصحاب السنن رحمهم الله تعالى عن أبى الجعد – ص . ج رقم 6143
(2) رواه الطبرانى رحمه الله تعالى عن أبى الجعد الضمرى – ص . ج رقم 6144
(3) أخرجه أحمد رحمه الله تعالى من حديث على رضى الله عنه.
(4) رواه ابن ماجه رحمه الله تعالى عن أبى هريرة رضى الله عنه – ص . ج رقم 6553
(5) أخرجه أحمد رحمه الله تعالى من حديث ابن عباس رضى الله عنه.
(6) رواه البيهقى رحمه الله تعالى – ص . ج رقم 6471
(7) رواه مالك وأحمد ومسلم رحمهم الله تعالى وغيرهم – ص.ج رقم 2120

فكأنما قرب دَجاجَة، ومَن راح فى الساعة الخامِسَة فكأنما قَرَّب بَيْضَةً، فإذا خرج الإمام حَضَرَتْ الملائكةُ يستمِعُون الذِّكْرَ )(1)
وخصائص يوم الجمعة كثيرة ذَكَرَها ابنُ القيم رحمه الله تعالى فى كتابه ( زاد المعاد ) فأوْصلها إلى ثلاث وثلاثين ومائة. ومع هذا يتساهل كثير مِن الناس فى حق هذا اليوم، فلا يكون له مَزِيَّة على غيره من الأيام، والبعض الآخَر يجعل هذا اليوم وقتا للتكاسل والنوم، والبعض يُضَيّعه فى اللهو واللعب والغفلة عن ذكر الله، حتى إنه لينتقص عدد المصلين فى المساجد فى فجر ذلك اليوم نقصاً ملحوظاً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( ولهذا كان جماهير الأئمة متفقين على أنه ليس قبل الجمعة سُنَّة مُؤَقَّتَة بوقت مُقَدَّرَة بعدد، والصلاة قبل الجمعة حَسَنَة، وليست بسنة راتبة وإن فعل أو ترك لم ينكر عليه، وهذا أعْدَل الأقوال، وحينئذ يكون الترك أفضل إذا اعتقد الجُهَّالُ أنها سنة راتبة ) ا.هــ (2)
هذا ما يتعلق بصلاة النافلة قبل صلاة يوم الجمعة فليس لها سنة راتبة قبلها وإنما راتبتها بعدها، ففى صحيح مسلم ( إذا صلى أحدكم الجمعة فَلْيُصَلِّ بعدها أرْبَعاً )(3) وفى الصحيحين ( أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلى بعد الجمعة ركعتين )(4)
والجَمْع بين الحديثين أنه صلى الله عليه وسلم إنْ صَلَّى فى بيته صلى ركعتين، وإنْ صلى فى المسجد صلى أربع ركعات.
والأحقية فى المكان فى المسجد للسابق بالحضور بنفسه وأما ما يفعله الناس مِن حَجْز مكان فى المسجد، بوضع سجادة أو عصا أو نَعْلين ويتأخر هو عن الحضور ويَحْرِم المتقدمَ م ذلك فإن ذلك عمل غير سائغ، بل صَرَّحَ بعض العلماء أن لِمَن أَتَى المسجدَ رَفْع ما وُضِعَ فى ذلك المكان والصلاة فيه؛ لأن السابق يستحق الصلاة فى الصف الأول ولأن وضع الحِمَى للمكان فى المسجد دون الحضور من الشخص اغتصاب للمكان.

------------------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه البخارى رحمه الله تعالى.
(2) انظر الفتاوى لا بن تيمية رحمه الله تعالى ج22ص89 ، 190
(3) أخرجه مسلم رحمه الله تعالى عن أبى هريرة رضى الله عنه.
(4) رواه مسلم رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضى الله عنهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق