الاثنين، 4 يناير 2016

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا

النداء السادس والستون – قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)     سورة الأحزاب : 70 ، 71

قال الشيخ أبو بكر الجزائري في هذه الآية :
( يا أيها الذين آمنوا ) أي صدقوا الله ورسوله ( اتقوا الله ) أي خافوا عقابه . فأدُّوا فرائضه واجتنبوا محارمه . والثاني بالتزام القول الحق الصائب السديد، ورتَّبَ على الأمرين صلاح أعمالهم ومغفرة ذنوبهم إذ قول الحق والتزام الصدق مما يجعل الأقوال والأعمال مثمرة نافعة، فتثمر زكاة النفس وطهارة الروح ثم أخبرهم إياهم بقوله ( ومن يطع الله ورسوله ) في الأمر والنهي ( فقد فاز فوزاً عظيماً ) وهي سعادة الدَّارَيْن : النجاة من كل مخوف والظَّفَر بكل محبوب مرغوب ومن ذلك النجاة من النار ودخول الجنة (1) .
وعن ابن عباس موقوفاً : ( مَن سَرَّهُ أن يكون أَكْرَم الناس فَلْيتقِ الله ) قال عكرمة : القول السديد : "لا إله إلا الله"، وقال غيره : السديد الصدق، وقال مجاهد هو السداد وقال غيره : هو الصواب . والكل حق (2) .
هداية الآيتين الكريمتين :
1- وجوب تقوى اللهِ عز وجل بفعل أوامره وترك نواهيه .
2- صلاح الأعمال لتثمر للعاملين الزكاة للنفس، وطيب الحياة متوقف علي التزام الصدق في القول والعمل وهو القول السديد المنافي للكذب والانحراف في القول والعمل .
3- طاعة الله ورسوله سبيل الفوز والفلاح في الداريْن (3)
قال الشيخ الدكتور طلعت زهران حفظه الله تعالى :
إذاً فلنعلم يا إخوتنا ويا أخواتنا : أن الله تعالى أمركم بتقواه، وأن تقولوا قولاً سديداً مستقيماً عدلاً، ووعدكم علي ذلك إصلاح أعمالكم ومغفرة ذنوبكم ثم الفوز العظيم في الآخرة. ولنعلم أن الأمة الإسلامية تبقي صالحة، ما صلح رجالها ونساؤها. والصلاح لا يكون إلا بتقـوى الله والاستقامة والثبات علي دين الله الحق، الذي ارتضاه لعباده . أي لابد من صلاحٍ في الأقوال

-----------------------------------------------------------------------------------------
(1) أيسر التفاسير ج2 ص 1228
(2) مختصر تفسير ابن كثير ج 3  ص 117 .
(3) أيسر التفاسير ج 2 ص 1229

وصلاحٍ في الأعمال وصلاحٍ في الاعتقادات، وصلاح في المعامـلات، وصلاح في كل نواحي الحياة ، ومن المؤسف أن نجد كثيراً من الأمثال الشَّعْبِيَّة والأقوال والأفعال والاعتقادات والمعاملات والأسماء تجترئ جرأة غريبة على شرع الله وتتعارض مع كلام الله وسنة رسوله، حتي أصبح كثير من الناس يعتقدون في الخرافات والجهالات ويضربون الأمثال الضالة المُضِلَّة التي تتصادم مع العقيدة الصحيحة ومثل هذا الذي يفعله الناس أو يعتقدونه أو تَلُوكُه ألسنتُهم بغير تدبر أو رَوِيَّة قد يؤدي إلي الخُسْران المبين قال تعالي ( وتَحْسَبُونَه هَيناً وهو عند الله عَظِيم )(1) وبسبب البعد عن دين الله – مع التمسك بهذه الأخطاء والخُرافات والاعْتِقادات الخاطِئَة – أصبحنا أضعف أهل الأرض، وحَلَّ بنا البَوار في ديننا ودنيانا، حتي ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدينا .
وَلْنعلَم أن الكلمة أمانة وتَبِعاتها من أعظم وأَجَلّ التَّبِعات، ونظراً لِعِظَمِ مسئولية الكلمة قال الله تعالى ( ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقيبٌ عَتِيدٌ ) (2) . وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَة مِن رِضْوان اللهِ تعالى ما كان يظن أنْ تَبْلُغَ ما بَلَغتْ يكتب اللهُ له بها رضوانه إلى يوم يَلْقاه، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّم بالكَلِمَة مِن سَخَطِ اللهِ ما يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ ما بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللهُ لَه بها سَخَطَه إلي يوم يَلْقاه )(3). فيجب أن يكون كلامُنا وأفعالُنا ومعاملاتُنا وأسماؤنا موافقة لشرع الله سبحانه وتعالي (4)


---------------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة النور : 15                                                                  
(2) سورة ق : 18
(3) رواه مالك وأحمد والترمذي وغيرهم رحمهم الله تعالى

(4) احذر أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة ( المقدمة ) الشيخ د / طلعت زهران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق