الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

يا أيها البانى قصورا طوالا - أبو العتاهية

طالَما اِحلَولى مَعاشي وَطابا طالَما سَحَّبتُ خَلفي الثِيابا طالَما كُنتُ أُحِبُّ التَصابي فَرَماني سَهمُهُ وَأَصابا أَيُّها الباني قُصوراً طِوالاً أَينَ تَبغي هَل تُريدُ السَحابا إِنَّما أَنتَ بِوادي المَنايا إِن رَماكَ المَوتُ فيهِ أَصابا أَيُّها الباني لِهَدمِ اللَيالي إِبنِ ما شِئتَ سَتَلقى خَرابا إِنَّما الدُنيا كَفَيءٍ تَوَلّى أَو كَما عايَنتَ فيهِ الضَبابا لو ترى الدنيا بعيني بصير إنما الدنيا تحاكي السرابا إِنَّما الدُنيا بَلاءٌ وَكَدٌّ وَاكتِئابٌ قَد يَسوقُ اِكتِئابا ما استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ لا وَلا دامَ لَهُ ما اِستَطابا أَيُّها المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَن يَهجُرَ اللَهوَ بِها وَالشَبابا وَبَنى فيها قُصوراً وَدوراً وَبَنى بَعدَ القِبابِ القِبابا وَرَأى كُلَّ قَبيحٍ جَميلاً وَأَبى لِلغَيِّ إِلّا ارتِكابا أَنتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها مُستَشيطاً قَد أَذَلَّ الرِقابا إِنَّما تَنفي الحَياةَ المَنايا مِثلَما يَنفي المَشيبُ الشَبابا ما أَرى الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ نالَها إِلّا أَذىً وَعَذابا بَينَما الإِنسانُ حَيٌّ قَويٌّ إِذ دَعاهُ يَومُهُ فَأَجابا غَيرَ أَنَّ المَوتَ شَيءٌ جَليلٌ يَترُكُ الدورَ يَباباً خَرابا أَيُّ عَيشٍ دامَ فيها لِحَيٍّ أَيُّ حَيٍّ ماتَ فيها فَآبا أَيُّ مُلكٍ كانَ فيها لِقَومٍ قَبلَنا لَم يُسلَبوهُ استِلابا إِنَّما داعي المَنايا يُنادي إِحمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا جَعَلَ الرَحمَنُ بَينَ المَنايا أَنفُسَ الخَلقِ جَميعاً نِهابا لَيتَ شِعري عَن لِساني أَيَقوى يَومَ عَرضي أَن يَرُدَّ الجَوابا لَيتَ شِعري بِيَمينِيَ أُعطى أَم شِمالي عِندَ ذاكَ الكِتابا سامِحِ الناسَ فَإِنّي أَراهُم أَصبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابا أَفشِ مَعروفَكَ فيهِم وَأَكثِر ثُمَّ لا تَبغِ عَلَيهِ ثَوابا وَسَلِ اللَهَ إِذا خِفتَ فَقراً فَهوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق